المغرب يقود إفريقيا نحو طفولة فاعلة: انطلاق أول برلمان إفريقي للطفل برعاية ملكية

حسين العياشي

انطلقت أشغال أول منتدى إفريقي لبرلمان الطفل، يوم الجمعة 21 نونبر الجاري، بالرباط، برعاية الملك محمد السادس، وبتوجيه من الأميرة لالة مريم. لقاء قاري يحتفي باليوم العالمي للطفل ويجمع أزيد من 170 مشاركاً من 28 بلداً إفريقياً، بينهم رؤساء برلمانات ووزراء ومسؤولون حكوميون، في حدث يراد له أن يكون محطة مؤسِّسة داخل مسار تعزيز حقوق الطفل بالقارة. وينعقد المنتدى تحت شعار معبّر: “مشاركة الأطفال في تنمية إفريقيا”.

تعكس هذه المبادرة امتداداً طبيعياً لالتزام المغرب المتواصل بتقوية الجسور مع الفضاء الإفريقي، على أساس التضامن وبناء الرؤى المشتركة والاستثمار في الأجيال الصاعدة. كما تجسد أكثر من ثلاثين سنة من العمل المتصل الذي تقوده الأميرة لالة مريم دفاعاً عن حقوق الطفل، وهو مسار جعل من التجربة المغربية مرجعاً قارياً في هذا المجال.

وقد جاء تنظيم هذه النسخة الأولى تتويجاً لسنة كاملة من الزيارات واللقاءات والشراكات التي عقدها المرصد الوطني لحقوق الطفل بعدد من الدول الإفريقية، بدعم من الوكالة المغربية للتعاون الدولي، حيث أكدت هذه التحركات الاهتمام المتزايد بالنموذج المغربي لبرلمان الطفل، الذي أُحدث سنة 1999 بقرار ملكي وتتولى رئاسته صاحبة السمو الملكي الأميرة لالة مريم.

وشهد المنتدى مشاركة أكثر من ثمانين برلمانيًا صغيرًا من مختلف جهات المغرب ومن عدة بلدان إفريقية، يلتقون لمناقشة قضايا تعتبر اليوم في صلب السياسات الاجتماعية، مثل الولوج إلى العلاج، والإدماج الإجباري للصحة النفسية في الاستراتيجيات العمومية، وتحسين جودة التعليم، ومحاربة الزواج المبكر، وحماية الأطفال في وضعية الشارع، والقضاء على تشغيل القاصرين. كما تنظم ورشات موضوعاتية يؤطرها برلمانيون أطفال سابقون وخبراء حكوميون، بهدف تبادل التجارب وصياغة توصيات عملية موجَّهة لصنّاع القرار.

ولا يقتصر المنتدى على النقاشات فحسب، بل يطمح إلى تعزيز التعاون الإفريقي في هذا المجال، وتشجيع إحداث برلمانات للطفل أو تطويرها، وتكريس رؤية تجعل من صوت الأطفال جزءاً أصيلاً في هندسة السياسات العمومية المستقبلية. فهو مساحة جديدة للتفكير الجماعي، تُنمّي لدى الصغار قيم المشاركة والمواطنة، وتفتح أمامهم المجال للتعبير الحر واقتراح حلول مبتكرة.

ومن خلال هذه الخطوة، يؤكد المرصد الوطني لحقوق الطفل إرادته في جعل مشاركة الأجيال الشابة رافعة استراتيجية لتنمية إفريقيا، انسجاماً مع رؤية مغربية واضحة تضع الإنسان، والطفل تحديداً، في صميم مستقبل القارة وطموحاتها المشتركة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى