الناظور.. من المسؤول عن تحويل محيط المستشفى إلى سوق عشوائي؟

زوجال قاسم
تحولت الفوضى واحتلال الملك العمومي بمحيط سوق “أشوماي”، والمستشفى الحسني بالناظور، إلى مصدر قلق ومعاناة يومية للساكنة، في ظل انتشار الباعة الجائلين، والاختناق المروري، وتدهور الشروط الصحية والبيئية، مما يطرح تساؤلات حول غياب الرقابة ويدفع المتضررين إلى المطالبة بتدخل حازم من السلطات المحلية.
ويشهد هذا الشريان الحيوي بالمدينة، الذي يفترض أن يحظى بتنظيم خاص لقربه من أكبر مؤسسة صحية بالإقليم، حالة من التسيب تتجسد في تحويل الطرقات والأرصفة إلى فضاء تجاري عشوائي، حيث يفترش الباعة بضائعهم، وتصطف السيارات بشكل عشوائي، مما يعرقل حركة السير ويشكل خطرا على سلامة المارة، خاصة المرضى وذويهم المتوجهين إلى المستشفى.
ووفق ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن هذه الظاهرة لا تقتصر تداعياتها على الجانب التنظيمي فحسب، بل تمتد لتشمل أبعادا بيئية وصحية مقلقة، مما أثار استياء عدد من السكان من تراكم مخلفات الباعة، خاصة بائعي الأسماك، التي تُترك في عين المكان لساعات طويلة، مما يؤدي إلى انبعاث روائح كريهة وتكاثر الحشرات، ويحول الأزقة إلى بيئة غير صحية تهدد السلامة العامة.
وفي هذا الصدد، يلخص أحد سكان الحي المتضرر، محمد مرابط، حجم المعاناة قائلا: “لقد أصبحت أزقتنا محاصرة بالفوضى، وولوج منازلنا مهمة صعبة، فيما أطفالنا معرضون للخطر وسط حركة السير العشوائية”، مضيفا، أن “الروائح المنبعثة من مخلفات السوق لا تطاق، ورغم الشكايات المتكررة، لم نلمس أي تغيير على أرض الواقع”، متسائلا عن مدى قبول المسؤولين بمثل هذا الوضع لو كان أمام مساكنهم.
ويزداد الوضع تفاقما خلال الفترات المسائية، حيث تتحول المنطقة، بحسب شهادات الساكنة، إلى مرتع للمتسكعين، مع ما يصاحب ذلك من ضجيج وسلوكيات تخل بالسكينة العامة، وتجبر السكان على إغلاق نوافذهم هربا من الأصوات المزعجة والكلمات النابية.
وأمام هذا الوضع الذي يضرب عرض الحائط بالقوانين المنظمة للملك العمومي، يطالب المتضررون بتفعيل دور الشرطة الإدارية وتطبيق القانون بصرامة لوضع حد لهذه الفوضى. ويرى فاعلون محليون أن الحلول التوافقية التي يتم التلويح بها لم تسفر إلا عن ترسيخ الأمر الواقع، وتشجيع المزيد من الخروقات.
وفي ظل استمرار هذا الوضع، توجه الساكنة نداء عاجلا إلى السيد عامل إقليم الناظور، للتدخل الفوري وإصدار تعليماته للمصالح المعنية، من جماعة محلية وسلطات أمنية، من أجل تحرير الملك العمومي، وإعادة النظام إلى المنطقة، وضمان حق المواطنين في بيئة سليمة وآمنة، تليق بمدينة الناظور وبمحيط مؤسسة استشفائية حيوية.