النظام الجزائري بين ازدواجية الخطاب ودعم الانفصال: فضيحة جديدة تهدد علاقته مع تركيا

إعلام تيفي – رشيد أحبيب

في حلقة جديدة من مسلسل الفضائح الدبلوماسية الجزائرية، خرجت السفارة الجزائرية في أنقرة ببيان هزيل تحاول فيه التبرؤ من أي صلة مزعومة مع وفد كردي زار الجزائر، وسط انتقادات لاذعة وانتشار واسع لصورة وفد كردي يحمل علم “البوليساريو”.

وبينما وصف البيان هذه الادعاءات بأنها “خيالية” و”عارية من الصحة”، يبدو أن الحقيقة أكثر تعقيدًا ومليئة بالتناقضات التي تعكس ازدواجية المواقف الجزائرية.

في الوقت الذي يدعي فيه النظام الجزائري رفضه التدخل في الشؤون الداخلية للدول، فإنه لا يتوانى عن دعم جماعات انفصالية مثل “البوليساريو”، مما يضعه في موقف محرج أمام حلفائه، خصوصًا تركيا.

فاستضافة وفد كردي في الأراضي الجزائرية، والذي يُعرف بعدائه الصريح لأنقرة، يثير تساؤلات كبيرة حول مدى التزام الجزائر بمبادئها المزعومة وحرصها على علاقاتها الاستراتيجية.

على الجانب الآخر، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لوفد كردي يجتمع مع عناصر من “البوليساريو”، وهو ما يزيد من حدة الجدل ويثير غضب تركيا، خاصة أن أنقرة تعتبر هذه الجماعات تهديدًا لأمنها القومي.

هذه الخطوة غير المحسوبة قد تؤدي إلى تصعيد دبلوماسي مع تركيا التي تحافظ على علاقات وثيقة مع الجزائر.

تناقض صارخ يفضح النفاق السياسي

البيان الجزائري الذي يدعي “إدانة الإرهاب بكل أشكاله” لم يلق أي صدى إيجابي، بل عكس تناقضًا صارخًا مع الدعم المعلن لـ”البوليساريو”، وهي جماعة انفصالية تتبنى أجندة عدائية ضد الوحدة الترابية المغربية.

كما أن هذا الحادث يضع الجزائر في موقف محرج أمام المجتمع الدولي، خاصة في ظل سعيها لتقديم نفسها كوسيط محايد في قضايا النزاع الإقليمي.

تداعيات وخسائر محتملة

هذا التصرف الطائش قد يضع العلاقات الجزائرية-التركية على المحك، ويعرضها لضغوط سياسية واقتصادية، في وقت تحتاج فيه الجزائر إلى تعزيز علاقاتها الخارجية للخروج من عزلتها الدولية.

فهل يدرك النظام الجزائري خطورة هذا الانزلاق؟ أم أنه مستمر في سياساته العبثية التي لا تخدم سوى أعدائه؟

في الختام:

يبقى النظام الجزائري حبيس تناقضاته وأوهامه السياسية، في الوقت الذي تتزايد فيه الضغوط الدولية عليه للكف عن سياساته الاستفزازية ودعمه للانفصال.

هذا الحادث يفتح باب التساؤل: إلى متى ستستمر الجزائر في لعب دور المتناقض بين خطابها الدبلوماسي وتصرفاتها على أرض الواقع؟

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى