“الوترة”.. رحلة فنان شعبي بين حلم الشهرة وضياع الهوية

فاطمة الزهراء ايت ناصر
يستعد فيلم “الوترة” للمخرج إدريس الروخ للعرض في القاعات السينمائية المغربية ابتداءً من 16 أبريل المقبل، بعد تأجيل تصويره لسنة كاملة والانتهاء من جميع مراحله الإنتاجية قبل أشهر.
ويحمل الفيلم في طياته قصة درامية تتناول رحلة شاب من البادية إلى المدينة، حيث يصطدم بواقع قاسٍ يجرفه إلى متاهات لم يكن يتوقعها.
ويحكي الفيلم قصة “شعيبة”، فنان شعبي موهوب يهاجر من قريته إلى مدينة الدار البيضاء سنة 1997، سعياً وراء تحسين أوضاعه الاجتماعية وتحقيق حلمه في الشهرة. وفي رحلته، يعتمد على أحد أفراد عائلته الذي يعيش في “كاريان” بالعاصمة الاقتصادية، لكنه يكتشف أن قريبه بارون مخدرات متورط في جميع أنواع التجارة غير المشروعة.
ويجد “شعيبة” نفسه ضحية استغلال، إذ يتم التلاعب ببراءته وسذاجته، حتى ينغمس في حياة السهرات والمخدرات، متخليًا عن زوجته وابنه.
وعلى مدار الأحداث، ينتقل الفيلم من سنة 1997 إلى 2023، حيث يشهد المشاهد تحولات كبيرة، أبرزها توبة بارون المخدرات وزواجه من طليقة “شعيبة”، بينما يعيش الأخير ضياعًا يقوده إلى “كباريه” تديره امرأة، ليجد نفسه غارقًا في الأزمات.
ويبرز الفيلم، من خلال شخصية “شعيبة”، صراع الهوية الفنية والاجتماعية، إذ رغم موهبته الكبيرة في العزف على “الوترة” ونجاحه في إحياء الحفلات، إلا أن الحياة لم تمنحه السعادة، لينتهي ضحية ظروف أقوى منه. وتستمر الأحداث في نقل المشاهد بين حقبتين زمنيتين، كاشفة عن مفاجآت وتحولات في مسار الشخصيات بين السقوط والصعود.
وتم تصوير الفيلم في عدة مدن مغربية، من بينها الدار البيضاء، المحمدية، المنصورية، بوزنيقة، وبن سليمان، ويشارك في بطولته إلى جانب إدريس الروخ كل من سحر الصديقي، حميد السرغيني، طارق البخاري، إلهام قروي، كريم بولمال، والشرقي الساروتي.