بركنان ل”إعلام تيفي” : المغرب يؤسس لجيل جديد من الشراكات الاستراتيجية مع ألبانيا

فاطمة الزهراء ايت ناصر

قام إيغلي حسني، وزير أوروبا والشؤون الخارجية لجمهورية ألبانيا، بزيارة رسمية إلى المملكة استمرت أربعة أيام، التقى خلالها نظيره المغربي ناصر بوريطة، بالإضافة إلى رئيسي مجلسي البرلمان.

وأسفرت الزيارة عن إشادة بالمبادرة الملكية الأطلسية، والتأكيد على دعم المسار الأممي، واعتبار مخطط الحكم الذاتي أساسًا لحل النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.

وأكد الخبير السياسي سعيد بركنان أن العلاقات المغربية الألبانية تمتد لأكثر من ستين عامًا، حيث تميزت منذ بدايتها بالصداقة والتعاون والاحترام المتبادل، وفق القيم التقليدية التي كانت تحكم العلاقات الدولية. لكن اليوم، ومع زيارة وزير خارجية ألبانيا للمغرب، واستقباله من قبل شخصيات بارزة مثل رئيس مجلس المستشارين، يتضح أن هناك توجهًا جديدًا نحو إرساء شراكة استراتيجية متينة بين البلدين.

وكشف بركنان في تصريح ل “إعلام تيفي” أن الدبلوماسية المغربية شهدت تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، أصبحت تركز بشكل رئيسي على الشراكات الاقتصادية والاستراتيجية التي تحقق منفعة متبادلة، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي، موضحا أن هذه الشراكات الجديدة تخدم القضايا الوطنية للمغرب، وعلى رأسها ملف الصحراء المغربية، إذ باتت علاقات المغرب الخارجية مرتبطة بشكل وثيق بدعم وحدته الترابية.

وأوضح الخبير أن المغرب يعمل على تأسيس جيل جديد من الشراكات، وهو ما يفسر إنشاء منتدى برلماني مغربي-ألباني، يندرج ضمن الدبلوماسية البرلمانية الموازية. هذه الآلية أصبحت تلعب دورًا مهمًا في توطيد العلاقات مع مختلف برلمانات العالم، وتعزز التنسيق السياسي والدبلوماسي في القضايا الإقليمية والدولية.

وأشار بركنان إلى أن البرلمان المغربي أصبح فاعلًا رئيسيًا في الدبلوماسية الموازية، يشارك بشكل واسع في الأنشطة البرلمانية الدولية، سواء في إفريقيا أو أمريكا اللاتينية أو أوروبا، وهو ما يساهم في بناء علاقات سياسية متينة مع مختلف الدول، ومن بينها ألبانيا.

وأوضح بركنان أن تأسيس اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي المغربي الألباني ومنتدى الأعمال المغربي الألباني يعكس الإرادة المشتركة لتعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين. فالمغرب يسعى إلى استكشاف آفاق اقتصادية جديدة من خلال هذه الشراكة، خصوصًا وأن ألبانيا تشهد اندماجًا اقتصاديًا متزايدًا داخل الاتحاد الأوروبي، ما يجعلها بوابة مهمة للأسواق الأوروبية.

وأكد المحلل السياسي أن هذه الشراكة لا تقتصر فقط على التعاون الاقتصادي، بل تمتد إلى المجالات السياسية والتجارية والثقافية، وهو ما يجعلها منصة جديدة للعلاقات المغربية الألبانية، تتجاوز إطار الصداقة التقليدية نحو تحالف استراتيجي يخدم المصالح المشتركة.

وأوضح بركنان أن الدعم السياسي هو أحد الجوانب المهمة في هذه العلاقة، حيث تعتبر ألبانيا من الدول التي تدعم مقترح الحكم الذاتي المغربي، وتعترف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية. وهو ما يجعل هذه الشراكة ذات بعد استراتيجي مهم للمغرب، خاصة في ظل التحولات السياسية والدبلوماسية التي تشهدها المنطقة.

وكشف بركنان أن تأسيس مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية الألبانية، إلى جانب  اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي ومنتدى الأعمال، يشكل  إطارًا جديدًا لتتبع وتطوير الشراكة بين البلدين. وتهدف هذه المبادرات إلى ضمان استمرارية التعاون وتعزيز المصالح المشتركة، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي.

وأوضح الخبير أن العلاقات المغربية الألبانية تتجه نحو مرحلة جديدة مبنية على منافع اقتصادية وسياسية متبادلة، مما يعزز مكانة المغرب كشريك استراتيجي في منطقة البلقان وداخل الاتحاد الأوروبي، ويدعم مصالحه الوطنية على المستويات كافة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى