برلمانية تسائل الحكومة حول تأخر افتتاح حديقة عين السبع بالدار البيضاء

حسين العياشي
عاد ملف حديقة عين السبع بالدار البيضاء إلى واجهة النقاش العمومي، بعد أن أثارت البرلمانية لُبنى الصغيري، عن فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، قضية التأخر غير المبرر في افتتاح هذا المرفق الذي انتظره البيضاويون طويلاً. ففي سؤال كتابي موجه إلى وزير الداخلية، أشارت النائبة إلى أن المشروع استنزف ميزانية ضخمة من المال العام وأغلق أبوابه لسنوات من أجل إعادة التأهيل، غير أن أبوابه لا تزال موصدة رغم الإعلان عن انتهاء الأشغال منذ مدة.
الصغيري نبهت إلى أن هذا الوضع يثير الكثير من التساؤلات في صفوف المواطنين الذين عبروا عن استيائهم من استمرار التأجيل، معتبرة أن التأخر يكرس صورة سلبية عن قدرة المؤسسات على إنجاز مشاريع مهيكلة في آجالها المحددة. كما عبرت عن تخوفها من تكرار الاختلالات وأخطاء التدبير التي طبعت هذا المشروع منذ انطلاقته الأولى، وهي المخاوف نفسها التي تتقاسمها فعاليات من المجتمع المدني وساكنة المنطقة.
الجدل لم يتوقف عند مسألة التأخير فحسب، بل امتد ليشمل أيضًا التسعيرة المرتقبة لدخول الحديقة، والتي وُصفت بالمرتفعة قياسًا مع تراجع القدرة الشرائية لفئات واسعة من الأسر المغربية. وحذرت النائبة من أن هذه التسعيرة تهدد بتجريد المشروع من بعده الاجتماعي والثقافي، وتحويله إلى فضاء محصور في متناول فئة محدودة بدل أن يكون متنفسًا عامًا لجميع الشرائح، بما فيها العائلات ذات الدخل المحدود.
وفي خضم هذه الانتقادات، طالبت الصغيري وزير الداخلية بالكشف عن الأسباب الحقيقية التي تحول دون افتتاح الحديقة رغم جاهزيتها، مؤكدة ضرورة اعتماد مقاربة جديدة في تدبير هذا الفضاء تضمن الشفافية والنجاعة، وتقطع مع اختلالات الماضي. كما شددت على أهمية مراجعة تسعيرة الدخول بما يراعي الإمكانات المادية للمواطنين، حتى يظل المشروع وفيًا لرسالته كفضاء عمومي مفتوح أمام الجميع، بدل أن يتحول إلى عنوان آخر على الفوارق الاجتماعية المتنامية.