برمجة مرهقة لامتحانات الابتدائي تثير استياء أولياء الأمور وتساؤلات في البرلمان

نجوى القاسمي
مع انطلاق الامتحانات الإشهادية للمستوى السادس ابتدائي، بدأت تطفو على السطح انتقادات متزايدة للبرمجة الزمنية المعتمدة، والتي يعتبرها كثيرون غير مناسبة للواقع النفسي والبدني لتلاميذ في هذه الفئة العمرية.
وقد انتقلت هذه الانتقادات من مواقع التواصل الاجتماعي وأحاديث الأسر إلى قبة البرلمان، حيث تم طرح سؤال كتابي على وزير التربية الوطنية حول ظروف تنظيم هذه الامتحانات.
الجدل يتركز، أساسا، على الجدولة الزمنية التي تفرض على التلاميذ اجتياز مادة أولى في الصباح الباكر، ثم الانتظار لساعات طويلة قد تصل إلى خمس ساعات قبل المرور إلى مادة ثانية بعد الزوال، ليطلب منهم العودة صباح اليوم الموالي لاجتياز مادة أخرى. هذا التوزيع الزمني، بحسب العديد من المتتبعين، لا يراعي الخصوصية النفسية والجسدية للأطفال، خصوصا في المناطق القروية، حيث يضطر التلاميذ إلى قطع مسافات طويلة للوصول إلى مراكز الامتحان.
وتزداد صعوبة الوضع في ظل ارتفاع درجات الحرارة وعدم توفير الظروف الملائمة للراحة أو التغذية خلال فترات الانتظار، ما يجعل اليوم الامتحاني أشبه بيوم شاق من المعاناة، بدل أن يكون محطة تقييم هادئة لمكتسبات التلميذ.
هذا الوضع دفع أحد أعضاء مجلس المستشارين في سؤال كتابي إلى مساءلة الوزير الوصي على القطاع حول الأسباب التي أدت إلى اعتماد هذه البرمجة، ومدى أخذ المسافة وظروف النقل بعين الاعتبار أثناء الإعداد لها. كما تساءل عن التدابير المزمع اتخاذها لتفادي تكرار هذا السيناريو، ولضمان تنظيم امتحانات تحترم خصوصية الطفل، وتراعي الجوانب النفسية والتربوية المرتبطة بعملية التقييم.
المطالبة بإعادة النظر في برمجة الامتحانات لم تأتِ من فراغ، بل تعكس قلقا واسعا لدى الأسر والمربين، من تأثير هذه الظروف على تركيز التلاميذ واستعدادهم الذهني، بل وحتى على نظرتهم المستقبلية للمدرسة والتعلم.
وفي انتظار رد الوزارة، تبقى الأنظار موجهة إلى إمكانية إدخال تعديلات على طريقة تنظيم الامتحانات الإشهادية، بما يجعلها أكثر إنصافًا وملاءمة لفئة عمرية حساسة، يفترض أن تُعامل بقدر أكبر من العناية والرعاية.