بعد سنوات من الإغلاق.. أول عملية عبور تجارية رسمية من سبتة إلى المغرب

نجوى القاسمي: صحافية متدربة
في سابقة وُصفت بـالتاريخية من قبل وسائل الإعلام الإسبانية، تمكنت شاحنة تجارية إسبانية لأول مرة من اجتياز معبر “باب سبتة” باتجاه مدينة الفنيدق بعد استكمال جميع الإجراءات الجمركية الرسمية.
أول عملية تجارية رسمية بين الجانبين
يوم الثلاثاء 12 فبراير 2025، انطلقت شاحنة تابعة لشركة فيفيرا (Vivera) الإسبانية من سبتة المحتلة، محملة بمواد مخصصة لصناعة السيارات، حيث غادرت في تمام الساعة 15:25. في المقابل، شهدت مليلية المحتلة عبور شاحنة أخرى نحو المغرب عند الساعة 19:30، محملة بمنتجات منزلية. وبينما لم يكن هذا العبور الأول من نوعه عبر جمارك مليلية، اعتُبر عبور الشاحنة من سبتة خطوة غير مسبوقة ورسّخ أول عملية تجارية رسمية بين المدينتين المحتلتين والمغرب، في إطار جهود تطبيع العلاقات التجارية وفقا للجانب الإسباني.
ووفقا لصحيفة إل فارو دي سبتة, أكدت مصادر رسمية أن الشاحنة القادمة من سبتة وصلت إلى وجهتها في المغرب، وتم تسليم البضائع إلى المستلم المغربي بحلول الساعة التاسعة مساءً.
ألباريس: ضمان استمرارية تدفق السلع
من جانبه، صرّح وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، خلال مشاركته في اجتماع بباريس مع نظرائه الأوروبيين يوم الأربعاء 12 فبراير 2025، بأن البلدين يعملان على ضمان عدم التراجع عن هذا التقدم مشيرا إلى أن الجمارك الإسبانية والمغربية تعملان بشكل منسق للحفاظ على تدفق السلع عبر معبري سبتة ومليلية.
وأشار ألباريس إلى أن هذا التطور يأتي بعد إغلاق المغرب للجمارك في مليلية عام 2018، حيث لم يكن هناك معبر جمركي رسمي في سبتة من قبل. وأضاف أن هذه الخطوة تمثل التزاما مشتركا بين البلدين لضمان استمرارية التبادل التجاري بشكل منظم ودائم.
وتجدر الإشارة إلى أن إعادة فتح الجمارك كان أحد البنود الرئيسية في البيان المشترك الذي وُقّع بين المغرب وإسبانيا في 7 أبريل 2022، عقب الاجتماع الذي جمع الملك محمد السادس ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، والذي أسفر عن تجاوز الأزمة الدبلوماسية بين البلدين وإرساء أسس جديدة للعلاقات الثنائية.
التحدي المقبل: استيراد البضائع من المغرب
في إطار استكمال هذه الخطوات، من المنتظر أن تعقد مندوبة الحكومة في سبتة المحتلة، كريستينا بيريز، مؤتمراً صحفياً للإعلان عن المرحلة القادمة من تطبيع العلاقات التجارية بين الجانبين.
ورغم نجاح تصدير البضائع من سبتة إلى المغرب، لا تزال هناك تحديات قائمة، أبرزها بدء عمليات استيراد السلع المغربية. وتسعى السلطات في سبتة إلى استيراد مواد البناء لتقليل تكاليف الإنشاءات، إضافة إلى استيراد منتجات غذائية كالأسماك والخضروات، وهو ما تعتبره الأوساط الاقتصادية في المدينة خطوة ضرورية لاستكمال الدورة التجارية وجعلها عملية منتظمة ومستدامة.