بنسعيد في مؤتمر شبيبة البام: صوت الشباب ليس تهديدا بل دعوة إلى العدالة والكرامة

حسين العياشي

أكد محمد مهدي بنسعيد، عضو القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة، أن مستقبل العمل السياسي بالمغرب لا يمكن أن ينفصل عن طموحات الشباب وأصواتهم المتعالية في الميدان وفي الفضاء الرقمي على حد سواء. جاء ذلك خلال كلمته في أشغال المؤتمر الوطني الثاني لشبيبة الحزب، حيث شدد على أن هذه الأصوات لا تشكل خطرا كما يحاول البعض تصويرها، بل هي صرخة صادقة من أجل العدالة الاجتماعية والكرامة والمساواة.

وأوضح بنسعيد أن تعبيرات الشباب، سواء في الشارع أو عبر شبكات التواصل الاجتماعي، تعكس انشغالات حقيقية ترتبط بقضايا مصيرية مثل الشغل، الصحة، التعليم، ومستقبل الوطن. وحذّر من خطورة تجاهل هذه الأصوات أو مواجهتها بالخوف، معتبرا أن الاستجابة السليمة تكمن في الإصغاء إليها والتفاعل معها بمسؤولية وانخراط جاد.

وأشار المتحدث إلى أن المؤتمر يمثل لحظة أساسية لتبادل الأفكار وتحو̄يل المطالب الشبابية إلى مبادرات عملية، مؤكدا على الدور المحوري الذي يجب أن تضطلع به منظمة شبيبة البام كمنصة لتوجيه طاقة الشباب وإدماج قضاياهم في البناء الحزبي محليا وجهويا ووطنيا.

ولفت بنسعيد الانتباه إلى أن التحديات الحالية ليست وليدة اللحظة، بل هي نتاج تراكمات لسياسات عمومية امتدت لعقود، لكنه أعرب عن يقينه بقدرة المغرب على تجاوزها إذا تم إشراك الشباب بشكل فعلي في صياغة القرارات السياسية والاقتصادية والثقافية. وأوضح أن إصلاح ملفات محورية كالتعليم والصحة والتشغيل يظل رهينا بالإنصات للفئات التي تعيش يوميا هذه الإشكالات.

وأضاف القيادي في حزب الجرار أن اللحظة الراهنة تستدعي تحويل الغضب والاحتجاج إلى برامج ملموسة ومشاريع قادرة على إحداث التغيير، مشددا على أن المؤتمر ليس مجرد محطة تنظيمية، بل مناسبة لإبراز أن الطاقة الشبابية يمكن أن تتحول إلى قوة دافعة للتقدم والتنمية.

وفي بداية كلمته، توقف بنسعيد عند الطابع الدولي للمؤتمر الذي حضره ضيوف من إفريقيا وأوروبا، من بينهم وفود من كينيا، والكونغو الديمقراطية، والنيجر، والسنغال، إضافة إلى لبنان وبلجيكا. واعتبر أن هذه المشاركة تتجاوز الطابع البروتوكولي، لتعكس عمق القيم المشتركة التي توحد الشباب عبر العالم، من ديمقراطية وحرية وعدالة اجتماعية.

كما جدد المسؤول الحزبي تضامن الأصالة والمعاصرة مع القضية الفلسطينية، مذكرا أن حضور السفير الفلسطيني في المؤتمر دليل على مركزية هذه القضية في وجدان الحزب، باعتبارها قضية عادلة تتجاوز الحدود وتشكل جوهر الالتزام السياسي والإنساني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى