بنعلي: “المغرب بوابة إفريقيا نحو التحول الطاقي بشراكات استراتيجية”

فاطمة الزهراء ايت ناصر 

أكدت ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة في المملكة المغربية، أن المغرب يعيش تحوّلًا جذريًا في استراتيجياته الطاقية والمعدنية، مدفوعًا برؤية ملكية واضحة وطموحة، تهدف إلى جعل المملكة فاعلًا محوريًا في تأمين الطاقة المستدامة وتعزيز موقعها كهمزة وصل بين أفريقيا وأوروبا.

وفي حوار مع قناة أجنبية، أوضحت الوزيرة أن الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة التي أُطلقت سنة 2017 وتم تحيينها في 2021، جاءت لتعكس مقاربة تشاركية غير مسبوقة، شملت مختلف جهات المملكة، إلى جانب إشراك مغاربة العالم، مؤكدة أن هذه الاستراتيجية تُعد “أم الاستراتيجيات” باعتبارها تمس الجوانب البيئية والاجتماعية والاقتصادية.

أما على مستوى الاستراتيجية الطاقية، كشفت الوزيرة أن المغرب تجاوز عتبة 45% من القدرة المركبة من مصادر متجددة، مشيرة إلى أن المملكة تسير بثبات نحو تحقيق نسبة 52% قبل عام 2030، مستندة في ذلك إلى ثلاث ركائز أساسية: الطاقات المتجددة، النجاعة الطاقية، والاندماج الجهوي والإقليمي.

وحول مشروع الربط الكهربائي بين المغرب وفرنسا، الذي وُصف بالتاريخي خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أكتوبر 2024، أشارت الوزيرة إلى أن المفاوضات التقنية مستمرة، وسيُعقد اجتماع مع نظيرها الفرنسي في باريس، في خطوة تهدف إلى تفعيل هذا المشروع الأول من نوعه، الذي سيُمكن لأول مرة من نقل الكهرباء بين قارتين عبر أعماق بحرية غير مسبوقة.

وشددت على أن الطاقة المتجددة المنتَجة في الصحراء المغربية ستكون من الأكثر تنافسية في أوروبا، خاصة بالمقارنة مع الطاقة النووية، مؤكدة أن المغرب “برهن على أنه يمكن أن يصبح المموّن التنافسي للطاقة في القرن 21”.

وفي سياق الشراكات الدولية، أبرزت الوزيرة توقيع المغرب لاتفاقية ضخمة بقيمة 13 مليار دولار مع الإمارات العربية المتحدة على هامش مؤتمر المناخ COP28 بدبي، مؤكدة أن هذه الاتفاقيات تمثل “جيلًا جديدًا من الشراكات الرابح-رابح” مع دول الخليج.

أما في ما يتعلق بمشروع أنبوب الغاز المغربي-النيجيري، الذي تقدر كلفته بـ 25 مليار دولار، فقد أكدت الوزيرة أنه مشروع استراتيجي يتجاوز البُعد التقني نحو رؤية سياسية شاملة تهدف إلى تمكين القارة الأفريقية من حقها في التنمية المستدامة، مشيرة إلى أن الدراسات التقنية للمشروع في مراحلها النهائية، تمهيدًا لبدء التنفيذ الفعلي.

وفي جانب آخر، كشفت بنعلي عن مضاعفة الاهتمام الدولي بقطاع المعادن الاستراتيجية في المغرب، في ظل تزايد الطلب العالمي على مواد مثل الليثيوم والكوبالت، مؤكدة أن المملكة تعتمد سياسة واضحة في تشجيع الاقتصاد الدائري وجلب الاستثمارات المستدامة التي تحترم المعايير البيئية والاجتماعية.

كما أشارت إلى أن المغرب يقدم مجموعة من التسهيلات للمستثمرين الأجانب، خاصة في القطاعات الطاقية والمعدنية، مؤكدة أن البنية الاستثمارية أصبحت أكثر مرونة وفعالية، وهو ما يساهم في تعزيز جاذبية المملكة كمركز استثماري استراتيجي في المنطقة.

واختتمت الوزيرة اللقاء بتأكيد أن المغرب مطالب بمضاعفة استثماراته في الطاقات المتجددة ثلاث مرات، وفي شبكة الكهرباء خمس مرات، من أجل مواكبة التحولات الكبرى التي يعرفها العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى