بنموسى يحذر من مخاطر الذكاء الاصطناعي ويدعو لتحالفات إفريقية

إعلام تيفي
في ظل التحولات العالمية المتسارعة، شدد شكيب بنموسى، المندوب السامي للتخطيط، على أن الذكاء الاصطناعي لم يعد ترفًا تقنيًا، بل أضحى أداة محورية في النزاعات الاقتصادية والعسكرية، كما بات يشكل تحديًا أخلاقيًا وتنمويًا كبيرًا يستدعي تضافر الجهود على المستويين الإقليمي والدولي.
وخلال مداخلته في ثاني أيام المناظرة الوطنية حول الذكاء الاصطناعي، المنظمة من طرف وزارة الانتقال الرقمي والتنمية المستدامة تحت الرعاية الملكية، دعا بنموسى إلى ضرورة تطوير آليات أخلاقية لتقنين استخدام الذكاء الاصطناعي، محذرًا من أن هذه التكنولوجيا تُستغل بالفعل في النزاعات المسلحة، وهو ما يهدد بتحويلها إلى أداة صراع بدل أن تكون رافعة للتنمية في مجالات مثل الفلاحة، التعليم، الصحة، والحكامة.
وأكد بنموسى أن التعاون بين دول الجنوب لم يعد خيارًا بل ضرورة، معتبرًا أن “من الصعب بمكان أن تواجه دولة بمفردها، خاصة في الجنوب العالمي، تحديات التطور السريع للتكنولوجيا الحديثة”، مشددًا على أهمية بناء تحالفات واستراتيجيات تتماشى مع أجندة إفريقيا 2063، وتخدم فعلاً احتياجات الشعوب الإفريقية.
وأشار المسؤول الحكومي السابق إلى أهمية تهيئة بيئة مشتركة من البرمجيات والأدوات التقنية المفتوحة، لتقوية الكفاءات المحلية، وإطلاق مسارات تكوين وتبادل للخبرات، موضحًا أن الاقتصار على التعاون بين الدول المتقدمة سيكرّس الفجوة الرقمية ويهمّش دول الجنوب.
وتوقف بنموسى عند النقاشات القائمة داخل الاتحاد الإفريقي بشأن الذكاء الاصطناعي، واصفًا إياها بالواعدة لكنها ما تزال في بداياتها، وتحتاج إلى دعم أقوى لتتحول إلى نتائج ملموسة. ودعا إلى انخراط الحكومات والمجتمع المدني على حد سواء في وضع قواعد تنظيمية تحمي الخصوصية والسيادة الرقمية، مع التأكيد على أن الذكاء الاصطناعي “يغيّر طرق اتخاذ القرار ويطرح تحديات تتعلق بالشفافية والتحيزات الخوارزمية”.
وفي ختام مداخلته، حذر بنموسى من تصاعد حدة التنافس الجيوسياسي حول الذكاء الاصطناعي، الذي أصبح ساحة صراع بين القوى الكبرى والشركات العالمية، على غرار الولايات المتحدة والصين. وقال إن هذا الوضع يتطلب يقظة جماعية وجهودًا موحدة لضمان تطوير الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول وآمن.
وفي سياق متصل، يرى خبراء أن التحول الرقمي في إفريقيا لا يمكن أن يتحقق إلا عبر مقاربات تشاركية تحترم الخصوصيات الثقافية والاجتماعية، وتضمن استفادة عادلة من مكاسب الذكاء الاصطناعي. كما يؤكدون على ضرورة إشراك الجامعات ومراكز البحث العلمي في بلورة حلول تقنية محلية.
وتبرز الحاجة كذلك إلى بلورة رؤية مغاربية وإفريقية موحدة تُعزز التعاون جنوب-جنوب، وتُحول الذكاء الاصطناعي من أداة تهديد إلى فرصة تنموية واعدة، قادرة على إحداث تحول جذري في أنماط الإنتاج والخدمات، وتعزيز السيادة الرقمية للقارة.