موجي: “تمور جزائرية تعبر الحدود المغلقة بلا رقابة”

فاطمة الزهراء آيت ناصر
شهدت الأسواق المغربية مؤخرًا جدلًا واسعًا حول التمور الجزائرية، بعد تداول معلومات تفيد بأنها قد تحتوي على مواد مسرطنة وغير صحية. هذه الادعاءات أثارت مخاوف واسعة بين المستهلكين المغاربة، خاصة مع اقتراب شهر رمضان، وهو موسم يعرف استهلاكًا مرتفعًا للتمور.
وصرّح بوجمعة موجي، نائب رئيس جمعية حماية المستهلك بالدارالبيضاء، بأن الوضع السياسي المتوتر بين المغرب والجزائر يجب أن يدفع الجهات المغربية إلى اتخاذ موقف صارم تجاه السلع الجزائرية، وعلى رأسها التمور. وأوضح: “علينا أن نحارب بضائعهم كما يحاربون بضائعنا، خاصةً إذا كانت هذه السلع لا تحمل رخصًا قانونية أو تاريخ صلاحية واضحًا، ويقتصر وضعها على طابع الجزائر فقط”.
وأضاف موجي أن التمور الجزائرية لا تخضع للرقابة اللازمة، وأن دخولها إلى الأسواق المغربية يطرح أسئلة مشروعة حول آليات تهريبها عبر الحدود المغلقة بين البلدين. كما أكد أن المغرب ليس في حاجة إلى هذه التمور، إذ يتمتع بمنتجات محلية ذات جودة عالية، بالإضافة إلى إمكانية استيراد التمور من دول صديقة مثل تونس.
ويرى موجي أن استمرار استيراد التمور الجزائرية، رغم إغلاق الحدود بين البلدين، يعد مفارقة تثير الاستغراب وتطرح تساؤلات حول آليات المراقبة الجمركية والحدودية.
دعوة لتدخل الدولة
وطالب موجي بضرورة تدخل الدولة لوقف استيراد التمور الجزائرية، معتبرًا أن السماح بدخولها يُعد خطوة غير منطقية في ظل العلاقات المتوترة بين البلدين. وقال: “يجب على المسؤولين تعزيز الرقابة على الحدود لمنع دخول هذه المنتجات التي قد تشكل خطرًا على صحة المستهلك المغربي، خاصة أنها تأتي من دولة عدوة”.
وأشار إلى أن التمور الجزائرية قد تكون سببًا محتملًا للأمراض بسبب عدم وضوح مصادرها وعدم خضوعها للفحوصات المخبرية اللازمة. كما شدد على أهمية دعم التمور المحلية التي تعزز الاقتصاد الوطني وتضمن منتجًا صحيًا وآمنًا للمستهلك.
هل المغرب بحاجة إلى التمور الجزائرية؟
من الناحية الاقتصادية، أكد موجي أن المغرب قادر على تلبية احتياجاته من التمور بفضل الإنتاج المحلي. كما أن التمور التونسية، المعروفة بجودتها العالية، تمثل خيارًا آخر يمكن الاعتماد عليه في حال الحاجة إلى الاستيراد. وبالتالي، فإن وجود التمور الجزائرية في الأسواق المغربية يبدو غير ضروري من الناحيتين الصحية والاقتصادية.
مخاوف المستهلكين
أبدى العديد من المستهلكين المغاربة قلقهم إزاء استهلاك التمور الجزائرية، مطالبين الجهات المختصة بتوضيح حقيقة المواد المسرطنة التي يُزعم أنها تحتوي عليها. كما دعوا إلى حملات توعية لضمان اختيار المستهلكين لمنتجات آمنة وصحية.
تجمّع مجموعة من تجار التمور في درب ميلان بمدينة الدار البيضاء، في مظاهرة تحت شعار “الشعب المغربي لا يريد التمور الجزائرية”، للتعبير عن رفضهم القاطع لاستيراد هذه التمور إلى الأسواق المغربية، ودعوة السلطات لدعم الإنتاج المحلي.