بوحوت ل”إعلام تيفي”:”جهة  الرباط-سلا-القنيطرة تمزج بين التراث الغني والطموحات السياحية العالمية”

فاطمة الزهراء أيت ناصر

أكد الخبير في القطاع السياحي زوبير بوحوت أن جهة الرباط-سلا-القنيطرة تشهد تحولًا استراتيجيًا غير مسبوق، يجعل منها مرشحة بقوة لتصبح إحدى أبرز الوجهات السياحية على الصعيدين الوطني والدولي. واعتبر أن هذا التحول يرتكز على توازن دقيق بين الهوية التاريخية للمنطقة، وتوجهاتها نحو الحداثة والاستدامة.

وأوضح بوحوت أن إدراج الرباط ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو سنة 2012 تحت عنوان “مدينة عصرية وتاريخية: تراث مشترك” ليس مجرد تصنيف شرفي، بل يشكل، بحسب تعبيره، اعترافًا دوليًا بقيمة المدينة ومؤهلاتها الحضارية، ما ساهم في تعزيز جاذبيتها لدى فئات متعددة من الزوار.

وشدد الخبير على أن المشاريع الهيكلية مثل برنامج “الرباط مدينة الأنوار” أعادت صياغة المشهد الحضري والثقافي للجهة، من خلال إعادة تأهيل الفضاءات التراثية وتطوير البنيات التحتية الموجهة للثقافة والسياحة الراقية.

وفي قراءته لأرقام القطاع، كشف بوحوت أن مؤشرات بداية سنة 2025 تؤكد تصاعدًا لافتًا في أداء الجهة السياحي، حيث سجلت الرباط لوحدها أزيد من 121 ألف وافد و235 ألف ليلة مبيت، بنسب نمو تجاوزت 7% و3% على التوالي، وهو ما يعكس، بحسبه، نتائج الاستراتيجية الترويجية الناجحة والانفتاح المتزايد على الأسواق الدولية.

وأضاف أن ما يميز الجهة هو قدرتها على الاستجابة لتنوع انتظارات الزبناء، من خلال عروض سياحية متعددة تجمع بين الأعمال، الثقافة، الطبيعة، والاستجمام، مدعومة ببنية فندقية تعرف تطورًا كمّيًا ونوعيًا، حيث بلغ عدد المؤسسات الفندقية 116، بطاقة تفوق 5900 غرفة، في وقت يوجد فيه 27 مشروعًا جديدًا قيد الإنجاز.

واعتبر زوبير بوحوت أن التوجه نحو السياحة المستدامة لم يعد مجرد خيار، بل أصبح ركيزة أساسية في الهوية الجديدة للجهة، وهو ما يتجلى في الانتشار المتزايد للإيواء البيئي، واعتماد ممارسات مسؤولة بيئيًا في الضيافة.

وأشار إلى أن الدينامية الرياضية والثقافية المرتبطة بكأس الأمم الإفريقية 2025، وكأس العالم 2030، والمهرجانات الكبرى، تدعم بدورها توجه الرباط-سلا-القنيطرة نحو التموقع كقطب مغاربي وإفريقي في تنظيم الأحداث الدولية، مستفيدة من جاهزية خمسة ملاعب دولية واستثمارات نوعية في البنيات التحتية والخدمات.

وخلص الخبير إلى أن الجهة تتجه بثبات نحو صياغة نموذج سياحي جديد، يجمع بين الأصالة والتجديد، ويكرّس مكانة الرباط-سلا-القنيطرة كوجهة متكاملة، شاملة، ومستقبلية، تزاوج بين الإرث الثقافي والتنافسية الاقتصادية في قلب مغرب يتحرك بثقة نحو العالمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى