بوحوت ل”إعلام تيفي”: “القطار فائق السرعة  سيُنعش السياحة ويُعيد رسم الخريطة الجهوية للقطاع”

فاطمة الزهراء ايت ناصر

أكد زوبير بوحوت، الخبير في القطاع السياحي، أن مشروع القطار فائق السرعة LGV الرابط بين القنيطرة ومراكش يشكل امتداداً طبيعياً للرؤية الملكية السامية التي جعلت من السياحة رافعة أساسية للتنمية الاقتصادية، ويُنتظر أن يُحدث دينامية جديدة على مستوى الخريطة السياحية الوطنية.

وأوضح بوحوت ل“إعلام تيفي” أن هذا المشروع لا يمكن عزله عن مجمل الأوراش والإصلاحات التي يعرفها القطاع السياحي، مثل ميثاق الاستثمار الجديد، وخريطة الطريق الخاصة بالسياحة، وآليات دعم المستثمرين.

وأبرز أهمية الاتفاقيات المتعلقة بتقوية الربط الجوي، والتي ستُمكن الشركة الوطنية من التوفر على أسطول يضم 200 طائرة في أفق 15 سنة، في وقت لم تتجاوز فيه 50 طائرة طيلة 70 سنة. وأشار أيضاً إلى المجهودات الموازية في تطوير البنية التحتية للمطارات.

ويرى بوحوت أن القطار فائق السرعة، باستثمارات تُقارب 100 مليار درهم (حوالي 10 مليارات دولار)، سيكون له أثر مزدوج: أولاً على مستوى انتعاش الاقتصاد خلال فترة الإنجاز، وثانياً عبر تنشيط الحركية السياحية بين المدن، حيث سيُصبح بإمكان السائح أو المواطن المغربي التنقل من طنجة إلى الدار البيضاء في ساعة واحدة، ومن الدار البيضاء إلى مراكش في ساعة أخرى، وهو ما يعزز قابلية الاستكشاف السريع للمغرب.

وشدد الخبير السياحي على أن الدينامية المركزية التي يقودها صاحب الجلالة بسرعة لافتة، يجب أن تواكبها سرعة مماثلة على المستوى الجهوي، سواء من قبل المجالس المنتخبة أو الفاعلين المحليين في القطاع السياحي.

وقال:”إن على الجهات أن تستفيق وتلعب دورها الكامل، خاصة وأن محطات القطارات الجديدة لن تكون فقط مراكز عبور، بل فضاءات حديثة للتسويق والأنشطة الاقتصادية”.

وبخصوص التفاوت في الاستجابة الجهوية، نوه بوحوت بالدينامية الموجودة في جهات مثل الرباط-سلا-القنيطرة، ومراكش-آسفي، وسوس-ماسة، في حين عبّر عن أسفه لبطء التفاعل في جهات أخرى، مثل جهة درعة-تافيلالت، التي لم تستثمر بعد إمكانياتها، رغم وجود مشروع استثماري ضخم بقيمة 140 مليار سنتيم، لم يُرَ له أثر بعد على أرض الواقع.

وأبرز بوحوت أن هذا الخط الجديد سيفتح فرصاً كبيرة أمام مناطق مثل ورزازات وتنغير والراشيدية، مؤكداً أن الكرة الآن في ملعب المسؤولين المحليين والمستثمرين ومهنيي القطاع السياحي ليواكبوا هذه التحولات.

وختم الخبير السياحي حديثه بالتأكيد على أن المغرب اليوم أصبح رائداً في صناعة السيارات وتجميع الطائرات، وسائرٌ نحو الريادة في صناعة السفن، وهو ما يمنح ثقة أكبر في قدرات المملكة على استضافة كبرى التظاهرات الدولية، مثل نهائيات كأس العالم.

ودعا المستثمرين إلى وضع ثقتهم في المغرب، خصوصاً مع وجود دعم حكومي يمكن أن يغطي حتى 30% من حجم الاستثمار، وأداء فوائد القروض البنكية بنفس النسبة.

وأشرف الملك محمد السادس، يوم الخميس 25 أبريل، على انطلاق مشروع الخط السككي فائق السرعة LGV الذي سيربط القنيطرة بمراكش على امتداد 430 كيلومتراً، في إطار رؤية ملكية تروم تعزيز النقل المستدام وخفض الانبعاثات الكربونية.

ويمتد الخط ليشمل الرباط، الدار البيضاء، ومراكش، مع وصلات نحو مطاري الرباط ومحمد الخامس بالدار البيضاء، إضافة إلى الملعب الجديد ببنسليمان. وسيساهم المشروع في تقليص الزمن بين طنجة ومراكش إلى أقل من ثلاث ساعات، ما يُعزز التنقل السريع ويرفع من جاذبية الوجهات السياحية.

ويمثل هذا المشروع مرحلة جديدة في تطوير البنية التحتية السككية للمغرب، ويُكرّس دوره كقاطرة للتحول نحو منظومة نقل جماعي حديثة، شاملة، ومنخفضة الكربون.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى