بولهريس ل”إعلام تيفي”: “حريق واحة إفرا كشف هشاشة المنظومة الواحية”

فاطمة الزهراء ايت ناصر 

أكد محمد بولهريس، نائب رئيس منتدى تاروا ن طاطا، أن الأضرار البيئية التي خلفها حريق واحة إفرا كانت كبيرة وخطيرة، خاصة بالنظر إلى الهشاشة التي تميز المنظومة الواحية في المنطقة.

وأوضح بولهريس ل”غعلام تيفي” أن الحريق طال العشرات من أشجار النخيل التي تُعتبر العمود الفقري للواحة، إضافة إلى أشجار مثمرة ومحاصيل زراعية أخرى.

وأكد أن الأضرار لم تقتصر على الغطاء النباتي فقط، بل امتدت لتشمل النظام الإيكولوجي المعقد الذي يعتمد على تفاعل دقيق بين الإنسان، النبات، والماء، مما يهدد التربة بالتعرية وفقدان التوازن الطبيعي.

وكشف بولهريس أن تأثير الحريق لن يكون لحظيًا فقط، بل سيكون له تبعات طويلة الأمد على التنوع البيولوجي في الواحة، مشيرًا إلى أن واحات إفرا مثل غيرها من الواحات تُعتبر أنظمة بيئية نادرة تزخر بنباتات محلية، طيور مهاجرة، وحيوانات صغيرة لا تتواجد إلا في هذه البيئة الفريدة.

وأوضح أن هذا الحريق قد يؤدي إلى تراجع التنوع النباتي واختلال التوازن بين العناصر الطبيعية، مما يضعف قدرة الواحة على التجدد الذاتي ويجعلها عرضة لمزيد من التصحر والجفاف.

وحول أسباب اندلاع الحريق، أكد بولهريس أنه من الصعب تحديد السبب بدقة دون تحقيق رسمي، لكنه أشار إلى عدة احتمالات قد تكون وراء الحريق، منها الإهمال البشري كإشعال النار في الحقول أو حرق بقايا المحاصيل دون اتخاذ تدابير وقائية، وضعف الصيانة الدورية للواحة وتراكم الأعشاب الجافة التي تخلق بيئة قابلة للاشتعال، إضافة إلى احتمال حدوث تماس كهربائي في حال وجود تجهيزات مهترئة بالقرب من المجال الزراعي.

وفيما يتعلق بجاهزية المنطقة لمواجهة مثل هذه الكوارث، أوضح بولهريس أن المنطقة غير مهيأة بشكل كافٍ، حيث يفتقر المجال الواحي إلى بنيات وقاية كفرق التدخل السريع وتجهيزات الإطفاء المتخصصة. كما أشار إلى محدودية التكوين والوعي لدى الساكنة المحلية بشأن الوقاية من الحرائق، بسبب غياب برامج التأطير والتعبئة.

وأضاف أن الوضع يستدعي تدخلًا مؤسساتيًا مستعجلًا لإعادة النظر في سياسات الحماية الواحية عبر إنشاء وحدات محلية مجهزة وتفعيل خطط وقائية ميدانية بالتنسيق مع المجتمع المدني.

وأشار الى أن النخيل في واحات طاطا ليس مجرد منتوج فلاحي، بل ركيزة أساسية للأمن الغذائي والدخل الأسري، وجزء لا يتجزأ من نمط عيش قائم على التوازن مع الطبيعة. وقد خلّف الحريق وحجمه صدمة نفسية كبيرة لدى الساكنة التي ترتبط عاطفيًا وتاريخيًا بالنخيل والواحة، حيث يُشبه فقدان الأرض والشجر فقدان فرد من العائلة، ويولّد شعورًا بالخوف والضياع والهشاشة أمام قوة الطبيعة، خاصة في ظل غياب خطط وبرامج للوقاية من مثل هذه الكوارث.

 ودعا إلى فتح تحقيق معمق لتحديد أسباب الحريق والمسؤوليات، وإطلاق برامج استعجالية لدعم الفلاحين المتضررين وإعادة تأهيل الغطاء النباتي، وتعزيز البنية التحتية للوقاية من الحرائق عبر فرق تدخل محلية مجهزة ومدربة، بالإضافة إلى الانخراط الجماعي للمجتمع المدني، المؤسسات المنتخبة، والساكنة المحلية في مخططات بيئية تشاركية تهدف إلى حماية الواحات من خطر الزوال.

وأكد إلى أن ما حدث في واحة إفرا ليس حالة معزولة، بل جزء من سلسلة كوارث تتعرض لها واحات الجنوب المغربي نتيجة التغيرات المناخية، الإهمال المؤسساتي، والتراجع في تدبير الموارد الطبيعية. لذا وجه نداءً إلى كل الجهات المعنية من أجل تحرك عاجل، جاد، وتشاركي يعيد الاعتبار للواحة كمجال للعيش والكرامة، وليس كمجال هش ينتظر مصيره في صمت.

وأدى حريق اندلع بواحة” أفرا”، الواقعة بمنطقة أكادير الهناء، بإقليم طاطا إلى تضرر مساحة إجمالية تقدر بـ3,4 هكتارات من أشجار النخيل.

وأوضحت المديرة الاقليمية للفلاحة بطاطا، أسماء مرشد، أن الحريق تسبب في إتلاف نحو 500 نخلة، مشيرة إلى أنه تمت السيطرة بشكل كامل على هذا الحريق بفضل تعبئة مصالح الوقاية المدنية والسلطات المحلية.

وأكدت أنه تم في هذا الإطار، تسخير عدد من الوسائل اللوجيستية من آليات صهريجية وتجهيزات للإخماد، فضلا عن إنشاء خطوط عازلة لمنع امتداد ألسنة اللهب إلى باقي أجزاء الواحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى