بينيرو: “نستعد للتعاون مع دمشق لمحاكمة مجرمي نظام الأسد”
إعلام تيفي / وكالات
قال رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، باولو بينيرو، إن هناك الآلاف من مرتكبي الجرائم خلال عهد نظام بشار الأسد يجب أن تتم محاسبتهم، مشيراً إلى استعداد اللجنة للتعاون مع الإدارة السورية الجديدة لملاحقة هؤلاء ومحاكمتهم أمام القضاء الدولي.
جاء ذلك في تصريح أدلى به بينيرو لوكالة الأناضول، تعليقاً على المرحلة الجديدة التي دخلتها سوريا بعد سقوط نظام البعث.
في ديسمبر 2024، تمكنت فصائل سورية من السيطرة على العاصمة دمشق بعد سنوات من الصراع، ما أنهى 61 عاماً من حكم حزب البعث، و53 عاماً من هيمنة عائلة الأسد. في اليوم التالي، أعلنت الإدارة الجديدة بقيادة أحمد الشرع تعيين محمد البشير رئيساً للوزراء لتشكيل حكومة انتقالية تُشرف على المرحلة المقبلة.
ووصف بينيرو هذه المرحلة بأنها أكثر من مجرد انتقال سياسي، بل هي نهاية لحقبة من الديكتاتورية الطويلة، مشيداً بالقدرة على تجنب التصعيد رغم وجود مجموعات مسلحة متعددة.
وشدد بينيرو على أهمية وقف إطلاق النار الشامل، كما دعا إليه المبعوث الأممي الخاص غير بيدرسون.
وأشار إلى أن القيادة الجديدة أوفت بعدد من وعودها حتى الآن، معتبراً أن السماح للمنظمات الدولية بالعمل بحرية داخل سوريا يعد تطوراً إيجابياً، بعد سنوات طويلة من القيود المفروضة في عهد النظام السابق.
وفيما يتعلق بمحاسبة مرتكبي الجرائم، أوضح بينيرو أن الأولوية هي الحفاظ على الأدلة المتعلقة بالتعذيب والقتل والاختفاء القسري.
وأكد أن توثيق هذه الجرائم أمر ضروري لضمان العدالة المستقبلية، مشيراً إلى أن آلاف المعتقلين الذين أمضوا سنوات طويلة في السجون يشكلون دليلاً حيّاً على الانتهاكات التي ارتكبها النظام.
وبالنظر إلى تعقيدات المحاسبة الدولية، لفت بينيرو إلى العقبات التي تعترض التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية، نظراً لأن سوريا ليست طرفاً في نظام روما الأساسي. وأوضح أن أي محاسبة تتطلب موافقة مجلس الأمن الدولي، الذي يواجه عرقلة من روسيا والصين باستخدام حق النقض (الفيتو).
وأضاف بينيرو أن لجنة التحقيق الدولية أنشأت قائمة سرية تضم الأفراد والمنشآت المرتبطة بالجرائم المرتكبة في سوريا على مدى السنوات الماضية. وأشار إلى أن تعاون اللجنة مع تحقيقات دولية في أوروبا ساهم في تقدم المحاسبة، لكنه أكد أن هناك آلاف المتهمين الذين يمثلون تحدياً كبيراً أمام الحكومة الانتقالية.
وختم بينيرو بالتأكيد على استعداد اللجنة للتعاون مع الحكومة الجديدة والمنظمات الدولية المتخصصة لإعداد القضايا الجنائية. وقال إن هذه الخطوات تمثل بداية رحلة طويلة نحو تحقيق العدالة والمصالحة في سوريا.