بين التسلية والانحطاط.. الأغاني المبتذلة تغزو الفضاءات العامة

نجوى القاسمي : صحافية متدربة

في حادثة أثارت موجة من الغضب والانتقاد في المجتمع المغربي، تم تداول مقطع فيديو يظهر مغنيا يطرب جمهورا من الأطفال القاصرين في مدينة طنجة بأغاني تحتوي على كلمات غير أخلاقية، تروج للعبارات البذيئة والمشينة. الأغنية، التي تزامنت مع احتفالات عيد الفطر، تتضمن كلمات مثل “نشرب طاسة، نشرب نسكر، بوسة تعنيكة” التي تتناقض تمامًا مع القيم الأخلاقية والتربوية.

هذه الحادثة لا تمثل فقط تصرفا غير مسؤول من قبل الفنان، بل تعكس أيضا تراجعا في الرقابة على المحتوى الموسيقي الذي يُعرض للجمهور، خصوصا الأطفال والمراهقين الذين يعتبرون الأكثر عرضة لتأثير هذه الأنماط الموسيقية السلبية. الأغاني التي تنشر لغة تهين القيم الإنسانية والأخلاقية لا ينبغي أن تجد مكانا في أي مناسبة اجتماعية، وخاصة في مناسبة دينية كعيد الفطر، الذي يجب أن يكون مناسبة للتربية على الفضيلة والاحترام.

إن هذا النوع من الموسيقى لا يقتصر فقط على كونها مسألة ترفيهية، بل يشكل تهديدًا حقيقيًا للهوية الثقافية المغربية ولتربية الأجيال القادمة. فالإفراط في عرض هذه الأنماط السلبية قد يؤدي إلى نشر ثقافة العنف، والتساهل مع الكلمات المهينة، وبالتالي تدني مستوى الأخلاق في المجتمع.

من المهم أن ندرك أن الفن يجب أن يكون أداة لبناء القيم الإنسانية والأخلاقية، لا لترويج الانحلال والتفسخ.  وأيضًا تعزيز الوعي المجتمعي حول ضرورة دعم الفن الراقي الذي يعكس القيم المغربية النبيلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى