تأثير هرمون الجوع على انفعالات الصائمين في شهر رمضان

منى منراوي : صحافية متدربة
رمضان هو شهر للصيام والتقرب إلى الله، و عملية الصوم لا تقتصر فقط على الامتناع عن الطعام من شروق الشمس إلى غروبها، بل تشمل أيضًا الامتناع عن الشهوات وعن إيذاء الآخرين سواء كان هذا الاذى جسديًا أو لفظيًا. ومع ذلك، نلاحظ العديد من حالات الغضب والشجار في الشوارع خلال نهار رمضان. فما الذي قد يتسبب في موجات الغضب هذه أثناء الصيام؟
يحفز الامساك عن الطعام لمدة طويلة نسبيا هرمون الجوع، أو المعروف علميًا باسم “غريلين” (GHRELIN)، هذا الهرمون الذي يُفرز بشكل رئيسي من الخلايا المبطنة للمعدة. ويلعب دورًا أساسيًا في تحفيز الشهية وتنظيم استهلاك الطعام، كما يؤثر على المزاج والعواطف. كما يرتبط غريلين ايضا بزيادة التهيج والعصبية، وهو ما يفسر ظاهرة الغضب والانفعال عند الامتناع عن الطعام لفترات طويلة والشعور بالجوع.
في دراسة نشرتها المجلة العلمية “بلوس وان”، أجراها باحثون من بريطانيا والنمسا، تم التوصل إلى أن الجوع بالفعل يزيد من شعور الإنسان بالغضب والتوتر ويقلل من شعوره بالسعادة. وهذا يؤثر بشكل مباشر على سلوك الفرد، فعندما تكون المعدة فارغة، يرتفع مستوى الغريلين في الدم، مما يُرسل إشارات إلى الدماغ لتحفيز الشعور بالجوع.
تؤكد هذه الدراسة أيضا الى أن ارتفاع مستوى الغريلين لا يحفز الجوع فقط، بل يؤثر بشكل مباشر على المزاج والعواطف، حيث يرتبط بزيادة التهيج والعصبية، وهو ما يفسر ظاهرة “الغضب عند الجوع”. وهذا ما قد يفسر لنا حالات الغضب التي نلحظها عند بعض الصائمين خلال شهر رمضان .
إضافة إلى ذلك، فإن الشعور بالجوع لساعات طويلة خلال اليوم يؤدي إلى انخفاض مستوى السكر في الدم، مما يُحفز إفراز الكورتيزول (هرمون التوتر)، مما يجعل الشخص أكثر عرضة للغضب والانفعال. وعلى العكس، فإن تناول الطعام يُحسن المزاج، حيث يرفع مستويات السيروتونين، هرمون السعادة، مما يساهم في تقليل حدة الانفعال لدى الصائمين بعد الإفطار