تبون يتخبط في اتخاذ القرارات بشأن عيد الأضحى في الجزائر

في مشهد يعكس غياب الاستقرار في القرارات الاقتصادية والسياسية، عاد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ليتراجع عن تصريحاته السابقة، حيث أمر، الأحد، وزارة الفلاحة بالشروع في استيراد مليون رأس ماشية استعدادًا لعيد الأضحى، رغم أنه كان قد أكد قبل أسابيع أن الجزائر لن تلجأ إلى الاستيراد هذا العام.
من الرفض إلى القبول: أين الرؤية الواضحة؟
قبل أسابيع، خرج تبون بتصريح حاسم أكد فيه أن الجزائر لن تستورد الأضاحي، مبررًا ذلك بقدرة السوق المحلية على تلبية الطلب. إلا أن الواقع الاقتصادي والارتفاع الكبير في أسعار الماشية، بالإضافة إلى الضغوط الاجتماعية، أجبرته على التراجع، ليأمر بشكل مفاجئ بفتح باب الاستيراد في اللحظات الأخيرة.
هذا التخبط لم يكن الأول من نوعه، فقرارات الرئيس الجزائري غالبًا ما تتسم بـالتناقض والتراجع السريع، مما يعكس ضعف التخطيط والاستراتيجية في إدارة الأزمات. فبعد أن رفض الاستيراد، ها هو اليوم يطالب وزارة الفلاحة بإعداد دفتر شروط مستعجلًا لإطلاق استشارة دولية، بحثًا عن دول قادرة على تموين السوق الجزائرية بالأضاحي.
فوضى في تدبير سوق الأضاحي
أثار هذا القرار المتأخر الكثير من التساؤلات حول مدى قدرة الحكومة على التنبؤ بالأزمات واتخاذ قرارات استباقية بدلًا من سياسة “الإطفاء المؤقت للحرائق”. فبعد أن كان الخطاب الرسمي يدعو إلى تشجيع الإنتاج المحلي، يأتي قرار الاستيراد ليؤكد أن الجزائر غير قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي حتى في قطاع حيوي مثل تربية المواشي.
ولم يتوقف التخبط عند قرار الاستيراد، بل امتد إلى طريقة التوزيع والبيع، حيث طالب تبون بأن تتكفل التعاونيات العمومية والمؤسسات الحكومية