تحديات التغيرات المناخية تحاصر البواري من جديد

إيمان أوكريش
أوصى تقرير للمجلس الأعلى للحسابات، خلال الشهر الأخير، بتسريع وتيرة إنجاز المشاريع المتصلة بتوفير مياه السقي من مصادر غير تقليدية، لافتة إلى أنه الإجراءات التي قامت بها الوزارة لم تسهم في زيادة الطلب على مياه السقي.
كما سجل أن المساحة المجهزة بنظام السقي الموضعي لم تتجاوز 50 في المئة وطنيا حتى نهاية 2030، بفعل بطء وتيرة التجهيز الداخلي للضيعات الفلاحية، مشيرة إلى أن القطاع الفلاحي لا يستفيد بشكل كافي من الإمكانات التي توفرها المياه العادمة المعالجة.
وفي السياق نفسه، أشار أحمد البواري، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، خلال جلسة مناقشة تقرير المجلس الأعلى للحسابات بمجلس النواب، اليوم الثلاثاء 11 فبراير، إلى أن المملكة شهدت منذ عام 2019 تراجعًا ملحوظًا في الأمطار وعدم انتظامها في الزمان والمكان، مما أثر بشكل كبير على المخزون المائي.
وأضاف أن مياه السقي من السدود للموسم الفلاحي الماضي لم تتجاوز 900 مليون متر مكعب، أي بنسبة تقل عن 17% من الاحتياجات المطلوبة، كما أسفر هذا الوضع عن تراجع المساحات المزروعة ونتائج سلبية على الإنتاج الزراعي والحيواني، مما كان له تأثير على الدورة الاقتصادية بالمناطق القروية، خاصة من حيث فرص العمل.
وأكد البواري أن استراتيجية “الجيل الأخضر” تعد خارطة طريق عملية لمواجهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية وتعزيز الاستدامة الفلاحية والنهوض بالرأسمال البشري، لافتا إلى أن أحد المحاور الأساسية لهذه الاستراتيجية هو تطوير فلاحة قادرة على التكيف مع التقلبات المناخية.
وتماشيًا مع برنامج التزويد بالمياه والسقي 2020-2027، نبه إلى أن وزارته تتابع برامج تعبئة مياه السقي لبلوغ تزويد مليون هكتار من الأراضي بأنظمة سقي محافظة على المياه، إلى جانب تعزيز استخدام الطاقات المتجددة في القطاع الفلاحي، وإنشاء مناطق مسقية جديدة في أسفل السدود، وحماية الموارد الجوفية في مساحة تصل إلى 72 ألف هكتار بحلول 2030.
كما أشار إلى العمل على تأهيل 200 ألف هكتار من الدوائر السقوية الصغرى والمتوسطة، لتمكين الفلاحين الصغار من الوصول إلى الموارد المائية.
وفي سياق متصل، أكد الوزير أن الوزارة بصدد تنفيذ مشاريع لتحلية المياه غير التقليدية لتعبئة أكثر من 1.7 مليار متر مكعب من المياه المحلاة لتأمين احتياجات المدن الساحلية وتوفير مياه السقي للمناطق الأكثر.