تسجيل أول حالة لمتلازمة “كرونكايت كندا” النادرة في المغرب

وكالات
كشفت دراسة حديثة، نشرت في مجلة “Cureus” العلمية، عن تسجيل أول حالة لمتلازمة “كرونكايت كندا” النادرة في المغرب لدى امرأة تبلغ من العمر 50 عامًا.
وبدأت أعراض المرض لدى المريضة بشكل تدريجي على مدار سنة كاملة، حيث بدأت بفقدان الشهية والتعب، ثم ظهرت آلام في البطن، تلاها تساقط الشعر وظهور تصبغات على اليدين. وأوضحت الدراسة أن المريضة لم يكن لديها تاريخ مرضي أو عائلي مشابه، مما زاد من صعوبة التشخيص. وبعد سلسلة من الفحوصات المخبرية، تبين وجود ارتفاع في عدد كريات الدم الحمراء، بينما كانت وظائف الكبد والكلى طبيعية، ولم يتم الكشف عن أي عدوى بكتيرية أو طفيلية.
وخضعت المريضة لتنظير داخلي للمعدة والقولون، الذي كشف عن وجود سلائل متعددة وتورم في بطانة الجهاز الهضمي، كما أظهرت الخزعات تغيرات التهابية مميزة للمتلازمة. وأكد التصوير المقطعي المحوسب وجود سماكة غير طبيعية في جدران المعدة والقولون، مما عزز الشكوك بشأن إصابتها بمتلازمة “كرونكايت كندا”. ونظرًا لغياب بروتوكول علاجي محدد، اعتمد الأطباء على العلاج بالكورتيكوستيرويدات لمدة عشرة أيام، بالإضافة إلى التغذية الوريدية لتعويض النقص الغذائي، مع مكملات غذائية لدعم المناعة.
وأشارت الدراسة إلى أن المريضة بدأت في التحسن التدريجي بعد ثلاثة أشهر من العلاج، حيث انخفض معدل الإسهال، واستعادت شهيتها، مما ساعدها على اكتساب بعض الوزن. وتسلط هذه الحالة النادرة الضوء على أهمية التوثيق السريري لمثل هذه الأمراض، مما قد يسهم في تحسين فهمها وإيجاد علاجات أكثر فاعلية مستقبلاً.
وتعد هذه المتلازمة من الأمراض الغامضة التي تصيب الجهاز الهضمي والجلد، حيث تتجلى أعراضها في ظهور سلائل هضمية على بطانة الجهاز الهضمي، إضافة إلى فقدان الشهية المستمر والتعب المزمن. كما ترافقها أعراض أخرى مثل تساقط الشعر، تصبغات الجلد، واضطرابات في الأظافر، ما يجعل تشخيصها معقدًا.
وبحسب الدراسة، فإن هذه المتلازمة النادرة تسبب أورامًا متعددة في المعدة والأمعاء، مما يؤدي إلى مشاكل هضمية مثل الإسهال المزمن وفقدان الوزن. وقد قام الباحثون بمراجعة قاعدة بيانات “PubMed” للبحث عن أي حالات سابقة مسجلة في المغرب، لكنهم لم يعثروا على أي توثيق لحالات مماثلة، ما يجعل هذه الحالة الأولى من نوعها في البلاد. وعلى الصعيد العالمي، تم تسجيل أكثر من 500 حالة، 75% منها في اليابان، ما يشير إلى ندرة المرض على مستوى العالم.