تصعيد جديد في نضال المتصرفين التربويين بالمغرب

إعلام تيفي
في ظل الأوضاع المتوترة التي يعيشها قطاع التربية الوطنية، ومع استمرار تجاهل الوزارة الوصية للمطالب العادلة لفئة المتصرفين التربويين، أعلنت نقابة المتصرفين التربويين عن خطوات نضالية تصعيدية جديدة، احتجاجًا على ما وصفته بالإقصاء الممنهج وسياسة التهميش التي تطال هذه الفئة.
وجاء ذلك عقب الاجتماع الوطني الذي عقده المكتب الوطني للنقابة يوم 15 مارس 2025، بحضور الكتاب الإقليميين، والذي تم خلاله تقييم الوضع الراهن للمنظومة التربوية في ضوء المستجدات الأخيرة، وخاصة ما يتعلق بالنظام الأساسي الجديد لموظفي وزارة التربية الوطنية. وخلص الاجتماع إلى أن الوزارة لم تراعِ الوثائق المرجعية المؤطرة للقطاع، من قبيل الميثاق الوطني للتربية والتكوين، والرؤية الاستراتيجية، والقانون الإطار 51.17، كما تجاهلت توصيات المؤسسات الدستورية مثل المجلس الأعلى للتربية والتكوين.
وأكدت النقابة، في بيانها الصادر عقب الاجتماع، على الدور المحوري الذي يلعبه المتصرف التربوي في تأطير وتوجيه وتنفيذ الإصلاحات التربوية، مشددة على رفضها التام لسياسة الإقصاء التي تمارسها الوزارة، والتي زادت من الأعباء الملقاة على عاتق هذه الفئة دون أي اعتراف قانوني بحقوقها المشروعة. كما عبّرت عن استنكارها لمحاولات النيل من القيمة الاعتبارية للمتصرف التربوي، معتبرة أن تصاعد الاحتقان في صفوفهم ينذر بانفجار وشيك داخل القطاع.
وفي خطوة تصعيدية غير مسبوقة، أعلنت النقابة تعليق جميع العمليات المرتبطة بجمعية دعم مدرسة النجاح ابتداءً من 18 مارس 2025، بما يشمل حضور الاجتماعات، توقيع اتفاقيات الشراكة، مسطرة الصرف، ومسْك المعطيات. كما دعت إلى تقديم استقالات جماعية من الجمعية، وهي الخطوة التي ستُشرف عليها المكاتب الإقليمية واللجان المحلية بتنسيق مع المكتب الوطني.
ولم تقتصر الإجراءات على ذلك، بل أعلنت النقابة أيضًا عن استعدادها لخوض أشكال احتجاجية أكثر تصعيدًا، من خلال تنظيم وقفات ومسيرات على المستويات الإقليمية والجهوية والوطنية، سيتم تحديد مواعيدها لاحقًا.
وأشادت النقابة بالانخراط القوي لمناضليها في محطة 31 يناير 2025، والتي اعتبرتها “ملحمة نضالية بامتياز”، مشيرة إلى أن التعبئة مستمرة عبر توسيع دائرة الفروع المحلية، وتجديد العضويات، والتخطيط لاستحقاقات نضالية أكثر قوة. كما دعت كافة المتصرفات التربويات والمتصرفين التربويين إلى الانخراط الجاد والمسؤول في هذه المعركة، من أجل الدفاع عن كرامتهم المهنية والتصدي لما وصفته بـ”المؤامرات التي تستهدف هذا الإطار”.