تقرير “المغاربة من أكثر الشعوب تسامحاً دينياً
فاطمة الزهراء ايت ناصر صحافية متدربة
يعتبر المغاربة من أكثر الشعوب تسامحاً تجاه الأديان الأخرى، وفقاً لتقرير صادر عن مركز “بيو” الأمريكي للأبحاث حول “القيود الحكومية والاجتماعية على الحرية الدينية في العالم”. التقرير أشار إلى أن المغرب يتمتع بمستويات “منخفضة جداً” في الأعمال العدائية الاجتماعية المرتبطة بالدين مثل جرائم الكراهية والاعتداءات اللفظية، مما يعكس الاحترام الكبير للتنوع الديني في المجتمع المغربي.
وبحسب التقرير الذي يغطي الفترة بين 2018 و2022، شهدت المملكة المغربية انخفاضاً ملحوظاً في المخاطر التي تواجه الأقليات الدينية، حيث انتقلت هذه المخاطر من “معتدلة” إلى “منخفضة جداً” ضمن مؤشر العداء الاجتماعي بين عامي 2020 و2022. بينما ارتفعت المخاطر ضمن مؤشر القيود الحكومية من فئة “مرتفعة” في 2020 إلى “مرتفعة جداً” في 2022.
ويعتمد المغرب التقرير على مؤشرين رئيسيين، الأول هو “مؤشر القيود الحكومية على حرية الدين” (GRI)، الذي يقيس القوانين والسياسات التي تحد من الممارسات الدينية، والثاني هو “مؤشر العداء الاجتماعي” (SHI)، الذي يرصد الأعمال العدائية التي تستهدف جماعات دينية معينة من قبل أفراد أو مجموعات.
وبين التقرير أن 62% من الدول التي شملها البحث حصلت على درجات منخفضة أو متوسطة في كلا المؤشرين، بينما حصلت 24 دولة مثل مصر والهند على درجات عالية أو عالية جداً. كما أشار إلى أن 32 دولة مثل الصين وكوبا سجلت قيوداً حكومية شديدة لكنها ظلت عند مستويات منخفضة أو متوسطة في مؤشر العداء الاجتماعي.
على الصعيد العالمي، تم تسجيل الاعتداءات اللفظية والجسدية كأبرز أشكال القيود الحكومية على حرية الدين في عام 2022، حيث تم الإبلاغ عن هذا النوع من الاعتداءات في 186 دولة من أصل 198 شملها البحث، أي بنسبة 94% من العينة المدروسة.
وأشار التقرير إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في مستوى العداء الاجتماعي، حيث تصدرت سوريا والعراق ومصر قائمة الدول الأكثر تسجيلاً لهذه الأعمال العدائية، مما يعكس التحديات التي تواجه بعض الدول في الحفاظ على التسامح الديني.