تقرير .. تحول جذري في مواقف الشعب تجاه إسرائيل بالمغرب بعد أحداث 7 أكتوبر

فاطمة الزهراء ايت ناصر صحافية متدربة

سلط تقرير نشرته صحيفة “ماكو” العبرية الضوء على التغيرات الجذرية التي طرأت على العلاقات المغربية الإسرائيلية عقب أحداث 7 أكتوبر 2023. تلك الأحداث التي شهدت هجومًا مفاجئًا من فصائل المقاومة الفلسطينية، بقيادة حركة حماس، على إسرائيل، مما أسفر عن اندلاع حرب دموية على قطاع غزة. هذا الهجوم المفاجئ كان له انعكاسات كبيرة على الرأي العام المغربي، الذي تحول بشكل لافت من موقف مرحب بإسرائيل إلى واحد من أكثر المواقف المناهضة لها في المنطقة.

وأكد  التقرير أن المغرب، الذي كان في السابق وجهة سياحية مرحبة بالإسرائيليين، شهد تحولات غير مسبوقة في موقفه العام. حيث فتحت اتفاقات أبراهام والقرار الخاص بإلغاء التأشيرات الأبواب أمام تدفق السياح الإسرائيليين إلى المغرب، إلا أن الحرب الأخيرة قلبت الموازين. فقد توقفت الرحلات الجوية بين البلدين فور اندلاع الحرب، وبدأت المظاهرات الحاشدة في المدن المغربية احتجاجًا على السياسات الإسرائيلية. في الوقت نفسه، تصاعدت مشاعر الكراهية لتطال اليهود في المغرب، حيث سُجلت حالات اعتداءات على إسرائيليين، مما يعكس حالة من التوتر في العلاقات بين الشعبين.

من جهة أخرى، أظهرت البيانات الصادرة عن وكالة “رويترز” أن المغرب يعد من بين أبرز الدول التي تشهد مظاهرات واسعة ضد إسرائيل، حيث تصدرت الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة واليمن وتركيا وإيران. منذ بداية الحرب، شهد المغرب أكثر من 5000 مظاهرة ومسيرة تضامنية، بالإضافة إلى فعاليات احتجاجية مناهضة للسياسات الإسرائيلية. وأصبحت دعوات المقاطعة تزداد في الشارع المغربي، حيث تعهد العديد من المواطنين بمقاطعة الشركات التي تتعامل مع إسرائيل، بما في ذلك تهديدات لأصحاب سلاسل الغذاء.

ويعكس التوجه الشعبي المغربي هذا معارضة قوية لاستمرار العلاقات مع إسرائيل، حيث تعتبر فئة واسعة من المواطنين أن قطع العلاقات مع إسرائيل يعد واجبًا وضرورة في ظل العدوان المستمر على غزة. وسائل الإعلام المغربية ومنصات التواصل الاجتماعي كانت في مقدمة المشاركين في تعزيز هذه المواقف المناهضة، وهو ما يبرز توجهًا عامًا ضد التطبيع مع إسرائيل.

وأظهرت نتائج استطلاع للرأي حول “اتجاهات الرأي العام المغربي نحو القضية الفلسطينية” أن غالبية المغاربة يعبرون عن دعمهم الكبير للقضية الفلسطينية والمقاومة. وأشار الاستطلاع الذي شارك فيه 13,857 شخصًا، إلى أن 98.3% من المشاركين يؤيدون المقاومة الفلسطينية، معتبرين إياها حقًا مشروعًا ضد الاحتلال الإسرائيلي. كما أظهرت النتائج أن 95% من المغاربة يرفضون التطبيع مع إسرائيل، بينما أيد 1.6% فقط التطبيع.

وأكد الاستطلاع أن أحداث “طوفان الأقصى” التي اندلعت في 7 أكتوبر كانت تعتبر من قبل 97.1% من المغاربة مقاومة مشروعة للاحتلال الإسرائيلي. أما العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، فقد اعتبرها 96.9% من المشاركين عدوانًا وإبادة جماعية، بينما رآها 3.1% دفاعًا عن النفس. هذا الموقف يعكس التضامن العميق مع الفلسطينيين، كما أكدت 97.8% من المشاركين في الاستطلاع أن القضية الفلسطينية هي قضية جميع المسلمين.

وأخيرًا، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، شهد المغرب زخماً كبيراً من الفعاليات التضامنية، سواء من خلال تنظيم مسيرات ووقفات احتجاجية أو ندوات ومهرجانات خطابية. ورغم هذا التفاعل الكبير، أظهر الاستطلاع أن 85.5% من المشاركين يرون أن التضامن الشعبي المغربي مع الفلسطينيين “غير كاف”، مطالبين بمزيد من الفعاليات والأنشطة المؤثرة، في حين اعتبر 14.5% أن مستوى التضامن الحالي كافٍ ومؤثر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button