تمثيل النساء في الإعلام المغربي بين تقدم بطيء وفجوة مستمرة

فاطمة الزهراء ايت ناصر 

لا يزال تمثيل النساء في وسائل الإعلام المغربية محدودًا، رغم بعض التقدم المسجل في السنوات الأخيرة.

هذا ما كشف عنه التقرير السنوي للهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا) لعام 2023، والذي أظهر استمرار الفجوة بين حضور الشخصيات النسائية والرجالية في البرامج التلفزيونية والإذاعية.

وبحسب التقرير، بلغت نسبة مداخلات النساء من الشخصيات العمومية في البرامج الإخبارية 18.01% من إجمالي المداخلات خلال عام 2023، مقارنة بـ16.64% في 2022، بينما استحوذ الرجال على 81.99% من إجمالي الوقت المخصص. ورغم هذا الارتفاع الطفيف، فإن الفجوة لا تزال واضحة، مما يعكس استمرار سيطرة الحضور الذكوري في المشهد الإعلامي.

وأوضح التقرير أن الفاعلات الجمعويات كن الأكثر حضورًا بين النساء، حيث بلغت مدة مداخلاتهن أكثر من 121 ساعة، أي ما يعادل 56.63% من إجمالي مداخلات النساء.

في المقابل، سجل تراجع ملحوظ في حضور النساء السياسيات، حيث انخفضت نسبتهن من 39.20% في 2022 إلى 30.92% في 2023.

أما الفاعلات المهنيات، فقد شهد حضورهن تحسنًا طفيفًا، إذ انتقل من 6.37% إلى 9.91%، في حين تراجع تمثيل الفاعلات النقابيات من 3.16% إلى 2.54% خلال نفس الفترة.

وعلى مستوى توزيع الحضور بين الإعلام العمومي والخاص، أظهرت البيانات أن النساء كن أكثر حضورًا في الإعلام العمومي بنسبة 29%، مقابل 17% فقط في الإعلام الخاص، ما يشير إلى دور المؤسسات الإعلامية العمومية في تحسين التوازن بين الجنسين في الفضاء الإعلامي.

وفي سياق آخر، كشف التقرير أن النساء يشكلن 48% من إجمالي الموارد البشرية داخل “الهاكا”، لكن نسبة النساء في مناصب المسؤولية لا تتجاوز 30%، رغم ارتفاعها إلى 35% بين المسؤولين عن الوحدات. أما في قطاع الصحافة، فقد ارتفع عدد الصحافيات في المجال السمعي البصري من 326 في 2022 إلى 337 في 2023، ومع ذلك، لا يزال الرجال يشكلون الأغلبية بنسبة 52%.

وأكد التقرير أن الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري تعمل على تعزيز المساواة بين الجنسين في الإعلام، من خلال مشاركتها في الخطة الحكومية للمساواة (2025-2026)، كما أطلقت دورة تدريبية عبر الإنترنت (MOOC) حول الصور النمطية المرتبطة بالنوع الاجتماعي في الإعلام السمعي البصري، بهدف تعزيز وعي الفاعلين الإعلاميين بضرورة تحقيق تمثيل أكثر توازنًا بين الجنسين.

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى