تنازع المصالح يقود لنشوب صراعات بينهما.. البوليساريو والجزائر تفقدان البوصلة

إيمان أوكريش
قبل أيام قليلة فقط، نشبت صراعات دامية بين “البوليساريو” والجيش الجزائري، في مشهد هزلي يترجم الخلاف مع من كانت تحسبه الجبهة الانفصالية حليفا.
يذكر أن هذه المواجهات العنيفة بالرصاص، كان سببها خلافات حول تجارة المخدرات التي يستأثر بها بعض قادة “البوليساريو” بالمخيمات.
وغير بعيد عن هذا، فالمؤسسات التعليمية في الجزائر تعرف تصاعدًا في حالات التمييز العنصري والعنف ضد الطلبة الصحراويين القادمين من مخيمات تندوف، إذ تعرضت طالبات صحراويات في إحدى الثانويات الجزائرية للضرب المبرح من قبل زميلاتهن، بتوجيه ومشاركة من مدير المؤسسة، مما يعكس حجم العنصرية ضد هؤلاء الطلبة.

لا تقتصر هذه الاعتداءات على هؤلاء الطلبة من قبل الطلبة الجزائريين فقط، بل تشمل بعض الإداريين والمسؤولين في المؤسسات التعليمية، الذين يتغاضون عن هذه السلوكات أو يشاركون في تنفيذها، حسب منتدى فورساتين.
هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، بل هي جزء من سلسلة من الاعتداءات التي تتكرر بين الحين والآخر، ليصبح التمييز والعنف سمة ملازمة للحياة الدراسية لهؤلاء الطلبة، حيث يتم وصفهم بكلمات عنصرية مسيئة تمس كرامتهم وإنسانيتهم.
ويسجل، المنتدى نفسه، صمت قيادة جبهة “البوليساريو”، التي يفترض بها أن تكون المدافع الأول عن حقوق الطلبة الصحراويين في الجزائر، إلا أن الواقع أنها لا تحرك ساكنًا أمام هذه الانتهاكات، وكأن حياة وكرامة أبناء مخيمات تندوف ليست من أولوياتها.
وفي الوقت الذي يجب أن يصحح هذا الواقع العنصري، فإنه يواصل التغاضي عن هذه الممارسات، فيما تواصل الجبهة الانفصالية تجاهل معاناة الطلبة الصحراويين في الجزائر، محققة مصالحها الشخصية على حساب حقوق هؤلاء الطلبة.
إذا كان النظام الجزائري يزعم دعمه للصحراويين، فعليه حمايتهم داخل أراضيه بدل شن حملات عنصرية عليه، أما قيادة البوليساريو فمن الجلي أنها لا تأكل هم أبناء المخيمات، وأن همها الوحيد هو خدمة مصالحها الخاصة.





