إسبانيا توقف مشتبهاً به في مليلية بتهمة الترويج للإرهاب عبر الإنترنت
إسبانيا توقف مشتبهاً به في مليلية: تحذيرات من استقطاب الشباب المغاربة نحو التطرف عبر الإنترنت

في عملية أمنية مشتركة، أعلنت الفرقة الوطنية الإسبانية، اليوم السبت، عن توقيف شخص في مدينة مليلية يُشتبه في تورطه بأنشطة مرتبطة بالإرهاب. وأكدت المصادر الأمنية أن الموقوف كان يروج لأفكار متطرفة عبر الإنترنت، حيث تم رصده وهو ينشر محتوى عنيفاً لصالح تنظيمات إرهابية.
تفاصيل العملية الأمنية
وفقاً لبيان رسمي صادر عن الفرقة الوطنية، تم توقيف المشتبه به بعد عملية رصد ومتابعة استمرت لأسابيع. وأشار البيان إلى أن الموقوف كان يقوم بعمليات “تلقين ذاتي” للأفكار المتطرفة، بالإضافة إلى محاولاته تجنيد آخرين عبر منصات التواصل الاجتماعي. وقد تم ضبط كمية كبيرة من الأجهزة الإلكترونية والوثائق التي يُشتبه في احتوائها على معلومات تكشف عن ارتباطه بشبكات إرهابية أخرى.
التهم الموجهة للموقوف
يواجه المشتبه به تهمًا خطيرة، منها “تمجيد الإرهاب” و”التلقين الذاتي” و”تلقين الغير”. وكان يستخدم عدة حسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لأفكار متطرفة والدعاية لقضايا سياسية حساسة. وأكدت التحقيقات الأولية أن نشاطه كان يهدف إلى استقطاب الشباب نحو الفكر المتطرف، مما يشكل تهديداً أمنياً كبيراً.
تنسيق أمني دولي
جاءت هذه العملية الأمنية بتنسيق بين عناصر من المصلحة العامة للشرطة القضائية والفرقة الإقليمية للشرطة في مليلية، وبمشاركة المحكمة الوطنية العليا والنيابة العامة المختصة بمكافحة الإرهاب. وأفادت مصادر أمنية بأن الموقوف كان تحت المراقبة منذ فترة بعد رصد نشاطه المشبوه على الإنترنت، حيث كان ينشر محتوى دعائياً للتنظيمات الإرهابية.
ظاهرة التطرف بين الشباب
في سياق متصل، حذرت تقارير أمنية من تنامي ظاهرة استقطاب الشباب نحو الفكر المتطرف في إسبانيا. وأكد كارلوس إيلياندرو، مدير الرصد الدولي لدراسات الإرهاب، أن نسبة القاصرين بين المعتقلين في قضايا الإرهاب بلغت 18.3% خلال عام 2024، وهي نسبة قياسية مقارنة بالسنوات السابقة. وأشار إلى أن هذه الظاهرة تشكل تحدياً أمنياً كبيراً يتطلب تعزيز الجهود الوقائية والتوعوية.
تحليل المحتوى المضبوط
يخضع المحتوى المضبوط حالياً لتحليل دقيق من قبل خبراء مكافحة الإرهاب لتحديد تفاصيل إضافية حول نشاط المشتبه به واتصالاته المحتملة مع شبكات إرهابية أخرى. ومن المتوقع أن تكشف هذه التحقيقات عن المزيد من التفاصيل حول شبكة التطرف التي كان يعمل ضمنها.
تأتي هذه العملية الأمنية في إطار الجهود الإسبانية المستمرة لمكافحة الإرهاب والحد من انتشار الفكر المتطرف، خاصة بين فئة الشباب. وتعكس أهمية التعاون بين الأجهزة الأمنية والمؤسسات القضائية في مواجهة هذه التحديات الأمنية المعقدة.