ثورة تندوف تشتعل: نهاية وشيكة لقيادة غالي وتفكك جبهة البوليساريو من الداخل

إعلام تيفي

تعيش مخيمات تندوف على صفيح ساخن، وسط حالة من الغليان الشعبي غير المسبوق، حيث خرجت أصوات المحتجزين لتعلنها صراحة: لا لقيادة إبراهيم غالي، ولا لاستمرار جوقة “البوليساريو” التي تقتات على مآسي الصحراويين وتستمد شرعيتها المزعومة من دعم المخابرات العسكرية الجزائرية.

فبعد عقود من القهر والحرمان، بدأ ما يشبه انقلابًا شعبيًا من داخل المخيمات، عنوانه الرفض الجذري للواقع المفروض، والمطالبة بإسقاط قيادة تستعبد ساكنة تندوف باسم “القضية”، بينما تمعن في تكديس الامتيازات على حساب معاناة الآلاف.

منصات التواصل الاجتماعي تحولت إلى ساحة مواجهة، حيث تتداول تسجيلات صوتية ورسائل نارية من نشطاء داخل المخيمات، تدعو إلى توحيد الصفوف في مواجهة هيمنة القيادة الحالية.

هؤلاء النشطاء لم يعودوا يكتفون بالكلام، بل يوجهون نداءات واضحة للتحرك الميداني من أجل تحرير تندوف من سلطة البوليساريو، التي أثبتت أنها غير معنية لا بالكرامة الإنسانية ولا بمستقبل الصحراويين، بل فقط بإدامة الأزمة لضمان استمرار الريع السياسي والمالي القادم من الجزائر وداعمي الانفصال.

قيادة “الرابوني” تحاول، في المقابل، احتواء ما بات يُوصف بـ”ثورة تندوف”، عبر أساليبها القديمة: الترهيب، الاعتقالات، ومحاولات الاختراق القبلي لزرع الشقاق.

لكنها هذه المرة تبدو عاجزة أمام حجم السخط الشعبي واتساع رقعة الرفض، خاصة في صفوف الشباب الذين لم يعرفوا من “الجبهة” سوى القمع وتكريس الانغلاق والتيه في مخيمات العار.

الوضع لم يعد يهدد فقط مستقبل البوليساريو، بل يضع الجزائر نفسها، بصفتها الحاضن السياسي والعسكري للجبهة، في مرمى الانتقادات الدولية، ويجعل من تورطها في صمتها المريب علامة استفهام كبرى أمام المنتظم الحقوقي.

يتزامن هذا الانفجار الداخلي مع تراكم خروقات قيادة “البوليساريو”، سواء على مستوى التسيير أو في مجال حقوق الإنسان، في ظل انسداد أفق التسوية من الجانب الجزائري، مقابل الزخم الدولي المتزايد حول المقترح المغربي للحكم الذاتي، الذي بات يحظى بدعم متنامٍ من قوى إقليمية ودولية وازنة.

وبينما يتسع الاعتراف الدولي بواقعية المقترح المغربي كحل نهائي وعادل، تتآكل شرعية البوليساريو من الداخل، ويتهالك سرداب الشعارات الفارغة التي لم تعد تنطلي حتى على المحتجزين أنفسهم.

كل المؤشرات القادمة من تندوف تدل على أن النهاية السياسية لهذا الكيان المصطنع تقترب، وأن أيام التسلط والاسترزاق باسم “القضية” باتت معدودة.

فالشارع داخل المخيمات لم يعد صامتًا، والاحتقان بلغ درجة لا تنفع معها الوعود ولا تنجح أمامها الأساليب البوليسية، وما كان بالأمس مجرد تململ، صار اليوم تمرّدًا شعبيا حقيقيا قد يطيح برؤوس اعتقدت أن القبضة الحديدية كافية لإسكات شعب صبر طويلًا على الخداع والإهانة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى