جدل محتدم بجماعة ارغيوة حول تنظيم مباراة توظيف مشتركة بإقليم تاونات

حسين العياشي
شهدت أشغال الدورة العادية لشهر أكتوبر بجماعة ارغيوة التابعة لإقليم تاونات، جدلاً واسعاً بعد رفض عشرة أعضاء نقطة مدرجة في جدول الأعمال، تتعلق بالمصادقة على اتفاقية شراكة بين عمالة تاونات، والمجلس الإقليمي وعدد من الجماعات الترابية بالإقليم، تهدف إلى تنظيم مباراة توظيف مشتركة على مستوى الإقليم.
وجاء رفض الأعضاء المعارضين لهذه الاتفاقية بدعوى غياب توضيحات كافية حول شروط المباراة وطريقة توزيع المناصب بين الجماعات المشاركة، إضافة إلى ما وصفوه بـ“تهميش الجماعات الصغيرة” لصالح جماعات أكبر، وغياب رؤية واضحة حول المعايير المعتمدة في الانتقاء والتوظيف.
وفي مواجهة هذه المعارضة، دافع رئيس المجلس الجماعي عن الاتفاقية، مؤكداً أن تنظيم مباراة مشتركة يمثل خطوة إصلاحية هامة تهدف إلى ترشيد النفقات وضمان الشفافية وتكافؤ الفرص بين جميع الجماعات الترابية. وأوضح أن العمالة والمجلس الإقليمي سيتكفلان بالجانب اللوجستي والإداري لتخفيف العبء عن الجماعات القروية ذات الموارد المحدودة، وهو ما اعتبره البعض مدخلاً لضمان كفاءة التوظيف العمومي المحلي.
لكن المعارضة لم تقتصر على الغموض في شروط الاتفاقية، بل ارتبطت أيضاً بخلفية سياسية. ففي تصريح له، أكد عضو المجلس جمال تودي أن سبب رفضه ومعه عدد من الأعضاء يعود إلى ما اعتبروه محاولة من عمالة الإقليم، في شخص السيد العامل، لسحب صلاحيات المجالس الجماعية وإفراغ العمل السياسي والجماعي من مضمونه الحقيقي. وأضاف أن هذه المبادرات تجعل المنتخبين مجرد منفذين دون سلطة تقريرية، وهو ما يتنافى مع روح القوانين التنظيمية التي منحت للجماعات صلاحيات واسعة في تدبير شؤونها المحلية.
هذا الانقسام داخل المجلس يعكس بوضوح تباين وجهات النظر حول آلية تدبير الموارد البشرية بالجماعات الترابية، خاصة في ظل النقاش الدائر حول سحب اختصاص تنظيم مباريات التوظيف من الجماعات الفردية واستبداله بصيغة توظيف مشترك تحت إشراف العمالة والمجلس الإقليمي. يرى بعض الأعضاء في هذه الخطوة مساساً بالاستقلالية التدبيرية للجماعات، فيما يعتبرها آخرون ضرورة لضمان الكفاءة والنزاهة في التوظيف العمومي المحلي.
ويتوقع أن تعود هذه النقطة إلى طاولة النقاش خلال الدورات المقبلة بعد إحالتها على اللجان المختصة، في انتظار توضيح الصيغة النهائية للاتفاقية، وتحديد موقف الأعضاء الرافضين ومآل مقترحاتهم داخل المجلس.