حكم ل”إعلام تيفي”: الضغط النفسي في فترة الامتحانات يمكن تجاوزه بالدعم الأسري

فاطمة الزهراء ايت ناصر
أكد يونس حكم أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي وكوتش مدرسي معتمد من مراكز وطنية ودولية، أن فترة الاختبارات النهائية تشكل مرحلة حاسمة في المسار الدراسي للتلميذ، حيث تزداد الضغوط النفسية بشكل كبير وتؤثر سلبا على التوازن الذهني والعاطفي للمتعلمين.
إذ تتحول أنظار الأسرة والمجتمع نحوهم ويصبحون محورا للأحاديث والتوقعات ما يزيد من وطأة المسؤولية عليهم ويخلق حالة من التوتر والخوف.
وأوضح ل”إعلام تيفي“، أن هذه الضغوط تتجلى في عدة مظاهر أبرزها اضطرابات النوم وفقدان الشهية والارتباك والشك في الكفاءة والجلد الذاتي وارتفاع ضربات القلب وصولا إلى حالات من القلق قد تنعكس سلبا على الصحة الجسدية والنفسية للمتعلمين كما أشار إلى أن بعض العبارات المتداولة مثل عند الامتحان يعز المرء أو يهان تعمق هذا الضغط وتؤدي إلى نتائج عكسية.
وكشف الأستاذ أن الدعم النفسي والتربوي للمتعلمين ضروري في هذه المرحلة خاصة من قبل الأسرة التي يجب أن تخلق بيئة مليئة بالحب والحنان غير المشروط والتشجيع المستمر بعيدا عن المقارنات والضغوطات المرتبطة بالنتائج الدراسية كما دعا إلى التركيز على مفهوم الفلاح كقيمة معنوية أعمق من مجرد النجاح في الامتحان مؤكدا أن كل نتيجة تعتبر مدخلا لبناء حياة جميلة إذا تم التعامل معها بشكل إيجابي
وشدد الأستاذ على الدور المحوري للأساتذة حيث أن كل كلمة أو تصرف منهم قد يترك أثرا عميقا في نفسية المتعلم نظرا لحساسية المرحلة لذلك دعا إلى تكثيف التحفيز ورفع المعنويات وتبسيط المفاهيم وتلبية الفضول العلمي مع ضرورة التحلي بالصبر والاحتواء
وأشار يونس إلى أن الليلة السابقة للامتحان تكون من أصعب اللحظات في المسار الدراسي حيث يبلغ التوتر ذروته ويصبح النوم صعبا والتركيز ضعيفا وقد تظهر سلوكيات مقلقة مثل الاستيقاظ المبكر والتوجه المبكر نحو مركز الامتحان كما أن مناقشة تفاصيل الحراسة وأساليب المراقبة قد تؤثر سلبا على تركيز المتعلمين
ومن أجل التعامل مع لحظة الامتحان بشكل إيجابي نصح الأستاذ بمجموعة من الخطوات العملية مثل التوكل على الله وتفادي النقاشات الهامشية والتركيز الكامل على ورقة الامتحان وقراءة الأسئلة بتمعن وتحديد الوقت المناسب لكل سؤال ومراجعة الأجوبة وعدم مغادرة القاعة قبل التأكد من جميع التفاصيل
وأكد أيضا على ضرورة التزود بقنينة ماء وجميع الأدوات المدرسية لتفادي أي ارتباك غير ضروري أما في حالة مواجهة سؤال صعب فالأجدر تركه مؤقتا والعودة إليه لاحقا بعد الانتهاء من باقي الأسئلة
وأوضح الأستاذ أن من أخطر ما يمكن أن يواجه المتعلم أثناء الامتحان هو ما يُعرف بالعطب الاستجاباتي وهو فقدان القدرة على استرجاع المعلومات رغم حفظها ويعود السبب في الغالب إلى مذاكرة سطحية تمت في أجواء غير مناسبة مما يعيق عملية الاستدعاء لحظة الحاجة
ولتجاوز هذا العطب نصح يونس بالتوقف المؤقت عن الكتابة والتنفس العميق وفق قاعدة أربعة سبعة ثمانية مع شرب الماء وإعادة قراءة الأجوبة المكتوبة واستخدام الألوان في ورقة التسويد لتحفيز الربط الذهني بين المعلومات السابقة والراهنة وهو ما يساعد الدماغ على استعادة نشاطه والتركيز مجددا
وختم الأستاذ تصريحه بالتأكيد على أهمية توفير بيئة متزنة ومساندة للمتعلمين خلال فترة الامتحانات لأن نجاح هذه المرحلة يتوقف بشكل كبير على الدعم النفسي والتربوي الذي يتلقاه المتعلم من محيطه القريب والبعيد