حين اختار نزار بركة الصمت..وماتت شرعية حزب

فؤاد يعقوبي*
*مختص في علم النفس الإجتماعي في السياق المغربي
نزار بركة، للأسف، لم يستطع الخروج من قوقعة “الرجل الهادئ والمحايد”، ولم يرق إلى مستوى الفعل السياسي الحي والمباشر. اختار التكنوقراطية على حساب القيادة، والمهادنة بدل الاصطفاف. فكان الغائب الحاضر في واحدة من أكثر اللحظات السياسية والاجتماعية حساسية في تاريخ المغرب الحديث.
وبموقفه هذا، يكون قد دون، عن وعي أو تقصير، نقطة سوداء في سجل حزب الاستقلال ، الحزب الذي حمل يوما شعارات الشعب وهمومه.
إن صمت الحزب وتردده في الاصطفاف إلى جانب المطالب المشروعة للمجتمع، وفي مقدمتها مطالب الشباب، لا يعد فقط خيبة سياسية، بل انهيارا أخلاقيا لقيمة كان يعول عليها في مشهد حزبي يتآكل.
هكذا يسجل المغرب، على أعين جيل الشباب المرقمن ، لحظة احتضار آخر حزب كان يرجى منه الاصطفاف مع الشعب والملك في معركة بناء دولة عادلة، قوية، وشفافة.