خالد أشيبان يعتبر توزيع الثروة هو أكبر تحد يواجه مشروع الدولة الإجتماعية “فيديو”
حسين العياشي: صحافي متدرب
كشف الدكتور خالد أشيبان، الخبير الاقتصادي، أن السياسات الاجتماعية عرفت مجموعة من التطورات المهمة، منذ اعتلاء الملك محمد السادس لعرش أسلافه، حيث تحولت المملكة خلال العقدين الأخيرين إلى بلد يقوم على تشجيع الاستثمارات، وتعزيز إنتاجيته الصناعية والفلاحية، إضافة إلى تحسين جاذبيته السياحية.
واستهل الخبير الاقتصادي كلامه، بالحديث عن السياسة الموازناتية، حيث أعطى لقناة “إعلام تيفي” مجموعة من الأرقام المهمة التي تبعث بالتفاؤل، نفس الأمر بالنسبة للمديونية، مشيرا كذلك إلى ما عرفته المداخيل الضريبية من ارتفاعات ملحوظة، دون الحاجة إلى فرض ضرائب جديدة.
من جهة ثانية، اعتبر أشيبان أن هذه المؤشرات لن تكون لها أي قيمة، إذ تبقى مجرد أرقام، إذا لم يكن لها انعكاس مباشر لدى المواطنين على حد سواء، مما يستوجب النظر في إعادة توزيع الثروة ومكافئة عوامل الإنتاج، فما يهم المواطن هو أداء القطاعات الإنتاجية.
وفي سياق الدولة الاجتماعية، أشاد أشيبان خلال مروره في حلقة برنامج “محطات إعلام تيفي”، أن دولة المغربية نجحت في وضع بعض أسس الدولة الاجتماعية، خاصة ما يتعلق بتعميم الحماية الاجتماعية والدعم المباشر، ناهيك عن إعادة تأهيل البنيات التحتية الاستشفائية.
مضيفا، أن الدولة الاجتماعية لا يمكن حصرها في الحماية الاجتماعية فقط، وإنما تتطلب توفير تعليم عمومي في المستوى، وخلق فرص شغل تنعش الاقتصاد الوطني وتضمن استدامة تمويل البرامج الاجتماعية، كما تفرض كذلك وجوب تحقيق العدالة الاجتماعية بين مختلف شرائح المجتمع.
كما أشار من زاوية أخرى، إلى ضرورة الاهتمام بالطبقة العاملة، التي أصبحت تجد صعوبة في مواكبة ما تعرفه الأسعار من ارتفاع مستمر، حيث اعتبر الخبير الاقتصادي، أن أزمة ارتفاع الأسعار هي مشكلة توزيع ثروة، أكثر مما هي مشكلة تضخم.
أما فيما يتعلق بالتشغيل، فقد أكد الدكتور، أنه ليس سويا أن نستمر في ربط انتعاش التشغيل بعطاء الموسم الفلاحي وتساقط الأمطار، خاصة وأن توالي سنوات الجفاف، تقتل أصبحت ما يفوق 200.000 فرصة شغل سنويا، وهذا من بين الأسباب التي أدت لارتفاع معدل البطالة إلى مستويات مرتفعة، الأمر الذي يفرض على الحكومة فيما تبقى من عمر ولايتها، إيجاد حلول مستعجلة لوقف هذه التراكمات، وذلك من خلال وضع سياسات وبرامج حقيقية تخلق بها فرص شغل دائمة وليست موسمية.