خبير يحدد خمس تحديات تواجه الاقتصاد العالمي

إعلام تيفي

خلال قمة آسيا التي نظمها معهد ميلكن في سنغافورة الأسبوع الماضي، ألقى الملياردير الأميركي ومؤسس شركة بريدجووتر أسوشيتس، راي داليو، الضوء على خمس قوى مترابطة تشكل مستقبل الاقتصاد العالمي. وتأتي هذه التصريحات قبل ساعات من قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة، مما أثار نقاشًا حول تأثير هذه العوامل على الاقتصاد العالمي.

بدأ داليو حديثه بتسليط الضوء على الديون باعتبارها العامل الأول في تشكيل الاقتصاد. وأعرب عن قلقه بشأن كيفية تعامل الولايات المتحدة مع ديونها في ظل ارتفاع أسعار الفائدة. مشيرًا إلى أن إدارة الديون أصبحت مسألة حيوية، خاصة مع ارتفاع تكلفة خدمة الدين إلى 1.049 تريليون دولار، بزيادة قدرها 30% عن العام الماضي. داليو تساءل: “ما الذي سيحدث لكل هذه الديون؟ وهل ستظل مخزنًا للقيمة والثروة؟”

أشار داليو إلى أن الاضطراب السياسي الداخلي في الولايات المتحدة يُعد عاملًا ثانيًا مؤثرًا على الاقتصاد. وذكر أن الانقسامات الحادة بين اليمين واليسار، بسبب الفجوات الاقتصادية والاجتماعية، تزيد من التوتر السياسي في البلاد، وهو ما قد يؤثر على انتقال السلطة بشكل سلس مع اقتراب انتخابات 2024.

انتقل داليو إلى التوترات الجيوسياسية كعامل ثالث، مشيرًا إلى الصراع المتصاعد بين الولايات المتحدة والصين. وذكر أن النزاعات حول بحر الصين الجنوبي، وتايوان، بالإضافة إلى الخلافات الاقتصادية، تشكل تهديدًا على الاستقرار العالمي. داليو لم يستبعد احتمال اندلاع حرب بين القوى العظمى، محذرًا من دمار متبادل قد ينشأ عن هذه الصراعات.

الكوارث الطبيعية تأتي في المرتبة الرابعة من العوامل المؤثرة على الاقتصاد العالمي. داليو شدد على أن التغيرات المناخية والظواهر الطبيعية مثل الأعاصير والفيضانات والجفاف تؤدي إلى خسائر اقتصادية ضخمة. وأضاف أن أزمة المناخ قد تكلف الاقتصاد العالمي 12% من الناتج المحلي الإجمالي لكل درجة مئوية من الارتفاع في درجات الحرارة.

أخيرًا، أشار داليو إلى التكنولوجيا باعتبارها العامل الخامس في تشكيل الاقتصاد العالمي. ولفت إلى أن من يفوز في حرب التكنولوجيا سيفوز في الحرب العسكرية أيضًا، مؤكدًا على أهمية الاستثمار في هذا المجال. التكنولوجيا، بحسب داليو، قد تكون القوة الدافعة للنمو إذا تم استخدامها بشكل صحيح، موضحًا أن الشركات التي تركز على الابتكار التكنولوجي ستظل في المقدمة.

في ختام حديثه، أشار داليو إلى أن المفاجآت الاقتصادية كانت غالبًا سلبية أكثر من إيجابية خلال السنوات الأخيرة. وشدد على أهمية التعامل مع هذه العوامل الخمسة بحذر وتخطيط استراتيجي لتحقيق استقرار اقتصادي عالمي.

ومن جهة أخرى أكد الخبراء أن التحديات الاقتصادية العالمية لا تزال قائمة ومن المتوقع أن تستمر تداعياتها لفترة طويلة. وأشاروا إلى أن التوترات الجيوسياسية، ارتفاع أسعار الفائدة، وأعباء الديون تشكل أبرز المخاطر التي تواجه الاقتصاد في المرحلة الحالية. رغم بعض التحسن في توقعات النمو على المدى القصير، إلا أن الآفاق الاقتصادية على المدى الطويل تبدو غير مشجعة، مما يستدعي تبني سياسات تعزز الاستقرار المالي والانتقال نحو اقتصاد مستدام أكثر مرونة في مواجهة الصدمات الخارجية.

يعتبر الخبراء أن الذكاء الاصطناعي والطاقة الخضراء هما القلب النابض لاقتصاد المستقبل. فالذكاء الاصطناعي يفتح آفاقًا واسعة لتعزيز الإنتاجية وابتكار حلول تكنولوجية ثورية، بينما تسهم الطاقة الخضراء في تحويل الاقتصادات نحو الاستدامة وتقليل الانبعاثات الكربونية. التحول إلى هذه الطاقات النظيفة والاستثمار في الذكاء الاصطناعي يمثلان مفتاحًا لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة، تعزز النمو وتوفر فرصًا جديدة للتوظيف والابتكار في السنوات المقبلة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى