خرجوج لإعلام تيفي: عصر التزوير الذكي بدأ، والأمن الرقمي يحتاج لحوكمة جديدة

في حادثة صادمة تكشف عن التحديات الأمنية التي أصبحت تفرضها التكنولوجيا الحديثة، أثار رائد الأعمال والمستثمر “بوريز موسيلاك” جدلا واسعا على منصة “لينكدإن” بعد أن نشر تفاصيل تجربة مثيرة أنجز فيها جواز سفر مزور باستخدام نموذج الذكاء الاصطناعي “ChatGPT-4o”، ونجح هذا الجواز في تجاوز إجراءات التحقق الرقمي المعتمدة من طرف بعض المنصات المالية العالمية مثل Revolut وBinance.

الجواز، الذي تم توليده في دقائق معدودة، جاء بتصميم احترافي عالي الدقة، مطابق تقريبا للأصلي من حيث التنسيق والمعلومات البصرية، بشكل يفوق بكثير أغلب محاولات التزوير المعتادة بواسطة الذكاء الاصطناعي، والتي عادة ما تشوبها أخطاء واضحة في الكتابة أو ترتيب العناصر.

ورغم أن المحاولة أثارت صدمة وسط المستخدمين والمتخصصين، فإن موسيلاك شدد في منشوره على هدفه التحذيري من هشاشة بروتوكولات التحقق الرقمي (KYC)، مشيرا إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة يمكن استغلالها بسهولة في تزوير الوثائق الرسمية، وتهديد أمن المعاملات الرقمية.

وفي هذا السياق، صرّح الخبير في الامن السيبراني  حسن خرجوج في تصريح خص به “موقع اعلام تيفي”  قائلا:

ما قام به موسيلاك يُبرز بوضوح هشاشة أنظمة التحقق المعتمدة فقط على الصور، ويؤكد الحاجة الملحّة لاعتماد تقنيات تحقق أكثر تقدماً، مثل التحقق البيومتري الفوري أو الأنظمة المباشرة، للحد من خطر الهويات المزيفة في عصر الذكاء الاصطناعي التوليدي.

خرجوج أكد أيضا أن الأمن الرقمي اليوم لم يعد مسألة برمجيات فقط، بل رهين بحوكمة صارمة، وتحديث دائم لبروتوكولات الأمان، خاصة في ظل الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي من طرف جهات خبيثة.

وبحسب متتبعين، فقد شهدت المحاولات اللاحقة لتكرار نفس التجربة فشلا بعد نحو 16 ساعة من نشرها، حيث يبدو أن شركة OpenAI قامت بتحديث بروتوكولات الأمان في نماذجها، مما جعل ChatGPT يرفض الاستجابة لطلبات من هذا النوع.

هذا الحدث يعيد إلى الواجهة قضية الثقة في التكنولوجيا، ويفتح النقاش من جديد حول مدى نجاعة أنظمة KYC التقليدية في مواجهة التزوير الرقمي المتقدم، خصوصاً أن المخاطر لا تتوقف عند إنشاء حسابات وهمية، بل قد تمتد إلى طلبات قروض مزيفة، وسرقة بيانات حساسة على نطاق واسع.

في زمن الذكاء الاصطناعي، يبدو أن الأمن الرقمي مطالب بأن يكون أذكى من التهديدات القادمة.