خرجوج ل”اعلام تيفي” : غياب التواصل البنكي يعرض المواطنين لمخاطر الاختراق

نجوى القاسمي : صحافية متدربة
كشفت شركة “سايفرليك” للأمن السيبراني عن تسريب بيانات 31.220 بطاقة بنكية مغربية، مما جعلها متاحة في الإنترنت المظلم. ويحتوي التسريب على 21.657 بطاقة تحتوي على رمز التحقق (CVV)، بالإضافة إلى 19.453 بطاقة منتهية الصلاحية، بينما لا يزال 5.523 بطاقة صالحة للاستخدام، مما يعرض أصحابها لمخاطر كبيرة تتعلق بالاحتيال المالي.
استغلال البيانات المسروقة في الجرائم الإلكترونية
وفقا للتقرير، تُباع البيانات المسروقة غالبا على منتديات سرية ومنصات إجرامية عبر الإنترنت، حيث يستغل القراصنة هذه المعلومات لتنفيذ معاملات غير قانونية، مثل انتحال الهوية، أو شن هجمات مالية تستهدف الأشخاص والمصارف.
في هذا السياق، أكد حسن خرجوج، خبير الأمن السيبراني لموقع “اعلام تيفي” ، أن تسريب البيانات البنكية في “الدارك ويب” أصبح مسألة شائعة، مشيرا إلى أن المعلومات البنكية تتسرب بشكل يومي، وهو ما يمثل تهديدا حقيقيا للأمن المالي.
وأضاف خرجوج أنه في حال حدوث اختراق، فإن المؤسسات البنكية لا تتواصل بشكل فعال مع عملائها، مما يجعل المواطنين عرضة لعمليات احتيال. على عكس ذلك، فإن المؤسسات البنكية الأوروبية تتعامل مع اختراقات البيانات بشفافية، كما حدث مع شركة غوغل، التي أعلنت عن اختراق 300 مليون بريد إلكتروني وشاركت الإجراءات التي يمكن أن يتخذها المستخدمون لحماية حساباتهم.
الإنترنت المظلم وأثره على الأمن الإلكتروني
أشار خرجوج إلى أن الإنترنت ينقسم إلى ثلاثة مستويات، وهي:الإنترنت السطحي (Surface Web)، حيث يمكن البحث عن المعلومات باستخدام محركات البحث التقليدية مثل غوغل. الإنترنت العميق (Deep Web)، الذي يمثل 60% من الإنترنت ويشمل المحتوى الذي لا يظهر في محركات البحث العامة. الإنترنت المظلم (Dark Web)، الذي يمثل 15% من الإنترنت، ويعد المكان المثالي لبيع البيانات المسروقة، بالإضافة إلى الأنشطة غير القانونية مثل تجارة المخدرات والأعضاء البشرية.
وأوضح خرجوج أن عندما تصل المعلومات المسروقة إلى ال”دارك ويب“، فإنها تقع في أيدي مافيات إلكترونية، التي تقوم باستخدامها في الجرائم المالية، بما في ذلك سرقة البيانات من الحسابات البنكية والاستفادة منها في معاملات باستخدام العملات الرقمية المشفرة.
في الختام، شدد خرجوج على أهمية التواصل الفعال بين المؤسسات البنكية وعملائها عند حدوث أي اختراق للبيانات، مؤكدا أنه يجب على البنوك أن تبلغ عملاءها فورا لإجراء التعديلات اللازمة على الحسابات مثل تغيير الرقم السري.
ولفت إلى أن غياب التواصل السريع والفعال قد يسبب أضرارا كبيرة للمواطنين والبنوك على حد سواء، مؤكدا ضرورة اتخاذ إجراءات استباقية لحماية البيانات الشخصية من التسريب.