خطاب أخنوش عن نجاح الدخول المدرسي يصطدم بغياب الأساتذة وعزلة القرى

فاطمة الزهراء ايت ناصر

في خضم لقاء إعلامي جديد، أكد رئيس الحكومة عزيز أخنوش أن الدخول المدرسي الحالي مر في ظروف جد ملائمة، مستعرضاً سلسلة من الأرقام والمشاريع الحكومية، من توسع تجربة “مدارس الريادة” إلى تعميم العدة البيداغوجية وتوزيع الدعم المادي عبر برنامج مليون محفظة. صورة وردية قد توحي بمدرسة مغربية تعيش مرحلة انتقالية ناجحة نحو الجودة والتكافؤ.

غير أن ما يجري على الأرض يكشف عن مفارقة صارخة. فبينما يتحدث أخنوش عن آلاف المدارس المجهزة وعن تكوين الأساتذة على مقاربة “طارل”، تشهد مناطق جبلية ونائية مسيرات احتجاجية متكررة صوب العمالات، بسبب غياب الأساتذة وإغلاق الطرق إثر الفيضانات الأخيرة، ما حال دون التحاق آلاف التلاميذ بأقسامهم.

في هذه المناطق، ما يزال التعليم ترفاً بعيد المنال، حيث يضطر معظم التلاميذ إلى قطع كيلومترات طويلة سيراً على الأقدام للوصول إلى مدارس تفتقر إلى أبسط شروط التمدرس.

أما على مستوى الأسر، فإن خطاب الدعم المادي لا يصمد طويلاً أمام واقع الغلاء. فالمبالغ المخصصة للدعم – 200 درهم للابتدائي و300 درهم للإعدادي – تبدو أشبه بجرعة مسكنة لا تغطي حتى ربع تكاليف الأدوات المدرسية والكتب، خاصة مع الارتفاع المهول في الأسعار.

كثير من الأسر وجدت نفسها مضطرة للاستدانة أو التخلي عن بعض المستلزمات الضرورية لأبنائها، لتأمين الحد الأدنى من متطلبات الموسم الدراسي.

إضافة إلى ذلك، فإن مجانية الكتب في إطار برنامج “طارل” لم تشمل الجميع بعد، ما جعل التفاوتات قائمة بين من يستفيد ومن يظل خارج دائرة الدعم. والنتيجة خطاب رسمي يتحدث عن مدرسة مغربية جديدة تسير بخطى ثابتة، مقابل واقع يومي يحاصر التلاميذ وأسرهم بالصعوبات اللوجستية والاقتصادية.

التعليم في المغرب، كما يظهر اليوم، يعيش فجوة بين وعود “الريادة” وشعارات “التجهيز” من جهة، وبين هشاشة البنية التحتية والقدرة الشرائية للأسر من جهة أخرى.

فإذا كانت الحكومة تراهن على أرقام ومشاريع كبرى، فإن الشارع يذكّر بأن النجاح لا يقاس بعدد المدارس المعلنة، بل بمدى قدرة الطفل المغربي  في الجبل كما في المدينة  على ولوج مدرسة قريبة، آمنة، مجهزة، وبتكاليف معقولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى