رئيس فريق الأحرار بمجلس النواب يفشل في رهان الدفاع عن الحكومة

حسين العياشي: صحافي متدرب

لم ينجح محمد شوكي، رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس النواب، في الدفاع عن حصيلة الحكومة خلال نصف ولايتها، وذلك في ظهور أثار الكثير من الجدل، حيث لم يفلح رئيس فريق الأحرار في تخليص حكومته من الفشل الذي يلاحقها في تدبير مجموعة من الملفات الشائكة وذات الراهنية، خاصة أحداث الفنيدق الأخيرة.

ففي حلقة من برنامج “مباشرة معكم” على القناة الثانية، ظهر شوكي متوتراً وضعيفاً في مواجهة كل من الإعلامي جامع كولحسن والسياسيين المعارضين عبد الرحيم شهيد ورشيد حموني.

خلال هذه الحلقة، اعتمد شوكي على أسلوب الخطاب الهادئ، محاولاً تحميل مسؤولية الأحداث للمدرسة والأسرة بدلاً من تقديم توضيحات أو مواقف واضحة حول دور الحكومة، هذا الظهور التواصلي الضعيف أثار انتقادات واسعة حول قدرة محمد شوكي على تمثيل أغلبية حكومية تدعي التماسك والقوة في مواجهة معارضة، شراستها تفوق عددها.

إن أحداث الفنيدق التي شكلت خلفية هذه النقاشات، كانت بمثابة جرس إنذار بالنسبة للرأي العام والسياسيين على حد سواء، وهو ما جعل شوكي يدعو إلى التعاطي مع هذه الأحداث بهدوء وحكمة، ليكون بهذا قد سلك الطريق الأسهل للتعامل مع الموضوع.

وفي السياق نفسه، تساءل العديد من المراقبين حول مدى جاهزيته هذا الأخير لقيادة فريق برلماني يمثل الحزب الذي يقود الحكومة، وما إذا كانت “الحمامة” قد أخطأت حين وضعت شوكي في واجهة الدفاع عن أغلبية تبدو هشة أمام المعارضة، فقد أثار ضعف أداءه من ناحية الخطابة الكثير من التساؤلات حول مدى كفاءته في التصدي للهجمات المعارضة والقدرة على التواصل الفعّال مع الرأي العام.

ففي الوقت الذي تظهر فيه الحكومة عجزاً في تقديم حلول واضحة لعدد من القضايا الحساسة، في مقدمتها الأحداث الأخيرة بمدينة الفنيدق، بات من الضروري تقييم أداء ممثليها ومدى قدرتهم على إقناع الرأي العام بالدفاع عن سياساتها.

فمن خلال دعواته المستمرة إلى التحلي بالهدوء في التعامل مع الأحداث، بدا أن الرجل نفسه بحاجة إلى مراجعة طريقته في التواصل ليكون قادراً على مجاراة قوة المعارضة وتوقعاتها.

لاسيما، وأن هذا الظهور الإعلامي الضعيف يأتي في وقت حساس بالنسبة للحكومة والأغلبية التي تقودها، حيث تزداد التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي ينبغي أن تجيب عن تطلعات المواطنين، خاصة في ظل اقتراب انطلاق العداد الانتخابي.

فهل يعيد حزب الأحرار النظر في استراتيجيته التمثيلية بعد هذا الظهور، أم سيواصل السير بالنهج نفسه؟

في كل الأحوال، يظل السؤال قائماً حول ما إذا كان محمد شوكي قادراً على تمثيل حكومة يقودها حزبه بشكل أفضل في المستقبل، أم أن هذا الظهور الإعلامي الضعيف سيكون مؤشراً على الحاجة إلى تغيير في طريقة التعامل مع القضايا الحساسة والمواقف السياسية المعقدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى