زيان: “التمثيل صناعة تتطلب التكوين.. وتهميش الرواد مسؤولية مشتركة”

فاطمة الزهراء ايت ناصر
تحدث المخرج حميد زيان عن ظاهرة دخول المؤثرين إلى مجال التمثيل في المغرب، معتبرًا أن هذا الأمر ليس عيبًا في حد ذاته، لكن بشرط أن يمر هؤلاء بتكوين وتأهيل قبل الولوج إلى المجال الفني.
وأكد في تصريح ل”إعلام تيفي” أن التمثيل ليس مجرد تصوير مقاطع قصيرة على الهاتف، بل هو صناعة لها قواعد وتقنيات يجب أن يتعلمها الممارس حتى يكون مؤهلًا للعمل أمام الكاميرات وأمام فريق إنتاج ضخم.
وشدد زيان على أن الميدان الفني يتطلب خبرة ومعرفة دقيقة بمفاتيح الصناعة السينمائية. فالممثل لا يعمل بمفرده أمام الكاميرا، بل يقف أمام فريق يتجاوز عدد أفراده 40 شخصًا في “البلاطو”.
وأضاف أن المؤثرين غالبا يصطدمون بالواقع عندما يكتشفون أن التمثيل ليس بالسهولة التي تخيلوها، مؤكدًا أن التمثيل يختلف كليًا عن تصوير مقاطع الفيديو للهاتف في الأماكن العامة أو المقاهي.
وأعرب زيان عن أسفه من أن بعض الناس يرون أن الإخراج، التمثيل، وحتى كتابة السيناريو أمور سهلة يمكن لأي شخص ممارستها. موضحا أن السعي وراء الشهرة السريعة هو الدافع الرئيسي لبعض المؤثرين لدخول المجال الفني، دون أن يمتلكوا المهارات اللازمة. مشيرا أن الميدان الفني يرحب بكل الوجوه الشابة بشرط الالتزام بالقواعد واحترام أصول المهنة.
تهميش رواد الفن في الأعمال المغربية
وتطرق زيان إلى جيل الممثلين القدامى، معترفًا بأن هناك من لم يواكب تطورات العصر ولم يستطع التأقلم مع السرعة التي أصبح يتم بها تصوير الأعمال السينمائية والتلفزيونية. لكنه بالمقابل أكد افتخاره بالعمل مع الجيل المؤسس للتمثيل في المغرب، مشيرًا إلى أنه تعلم الكثير منهم.
وأشار إلى وجود صعوبات في العمل مع بعض الممثلين الذين يعتبرون أنفسهم “أكبر من الجيل الجديد”، ويتوقعون أن تكون كل الأهمية موجهة لهم، مما يخلق نوعًا من التوتر في مواقع التصوير. وقال زيان إن التهميش الذي يتحدث عنه البعض ليس دائمًا بسبب الإنتاج أو السيناريو، بل أحيانًا يكون بسبب تصرفات بعض الممثلين أنفسهم.
أوضح زيان أنه ليس ضد المؤثرين بشكل عام، بل على العكس، إذا أثبتوا كفاءتهم وأخذوا تكوينًا محترفًا، فالمجال يرحب بهم. وذكر مثالًا إيجابيًا في هذا الصدد، وهو الممثل ربيع الصقلي، الذي بدأ مسيرته كمؤثر، ثم تطور ليصبح ممثلًا محترفًا بفضل تكوينه المستمر. وأشاد زيان بأداء الصقلي، الذي لعب دور البطولة في سلسلة “زواج ليلى” المنتظر عرضها خلال رمضان.
الذكاء الاصطناعي وتشابه الاعمال
بخصوص الذكاء الاصطناعي في كتابة السيناريوهات، أوضح زيان أن المغرب لا يزال بعيدًا عن اعتماد هذه التقنية في الصناعة السينمائية والتلفزيونية، مشيرًا إلى أن النسخ المتطورة من الذكاء الاصطناعي مكلفة جدًا، ولا يعتقد أن المنتجين في المغرب مستعدون للاستثمار في هذا المجال حاليًا. وأكد أن التطور في استخدام هذه التقنية لا يزال في مراحله الأولى حتى على الصعيد الدولي.
وفي ختام حديثه، تطرق زيان إلى ملاحظة البعض حول تشابه الأعمال التلفزيونية المغربية، موضحًا أن السبب يعود إلى التركيز المكثف على المواضيع الاجتماعية، مما يجعل بعض الأعمال تبدو متشابهة في الشكل والمضمون، رغم اختلاف القضايا المطروحة في كل عمل.