سامي ل”إعلام تيفي”: “خطاب الملك يؤسس لتنمية مجالية ذكية ومبنية على الأثر”

فاطمة الزهراء ايت ناصر 

أكد الخبير في التخطيط الاستراتيجي، أمين سامي، أن الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش، شكّل لحظة فارقة في تطور الرؤية التنموية للمملكة، حيث تميز بالانتقال من منطق “خطاب الإنجاز” إلى “خطاب الأثر”، وهو ما يعكس تحوّلاً عميقاً في المنهج الملكي نحو قياس التنمية بمؤشرات دقيقة مستمدة من الواقع الديموغرافي والاقتصادي، مع إدماج البُعد الترابي والجهوي في فهم الفوارق التنموية.

وأوضح سامي ل”إعلام تيفي” أن الخطاب كشف عن مكانة جديدة للإحصاء العام للسكان، الذي لم يعد مجرد أداة معرفية أو إحصائية، بل أصبح وثيقة توجيه استراتيجي من الدرجة الأولى، تُبنى عليها هندسة السياسات العمومية الحديثة، بما يسمح بانتقال فعلي نحو تنمية مجالية مندمجة، بعيدة عن المقاربات القطاعية المنعزلة التي أثبتت محدوديتها في معالجة الفقر المركب.

وكشف سامي أن جلالة الملك دعا إلى إطلاق مشاريع تأهيل ترابي مندمج، تُؤسس لجيل جديد من التخطيط الترابي متعدد الوظائف والقطاعات، يُراعي خصوصيات كل جهة ويثمن مؤهلاتها الاقتصادية، بدل فرض نماذج صناعية جاهزة لا تنسجم مع الواقع المحلي.

وأشار إلى أن الخطاب الملكي شدد على أهمية تبني سياسة تضامنية ترابية، تُراعي التفاوتات المجالية، وتدمج الرقمنة والذكاء المجالي في إعداد التصاميم التنموية، إضافة إلى اعتماد مقاربات تشاركية تستند إلى معطيات ميدانية دقيقة.

وأكد المتحدث أن خطاب جلالة الملك دعا أيضاً إلى التركيز على أثر السياسات العمومية، لا على نواياها، مع ضرورة ربط الرأسمال اللامادي المحلي بدوائر الاقتصاد الوطني والدولي، وتحديث النموذج التنموي في أبعاده الترابية والاجتماعية والاقتصادية، انطلاقاً من نتائج الإحصاء والدراسات الميدانية.

وأكد على أن هذا الخطاب يرسم معالم نموذج تنموي جديد، عقلاني وواقعي، يقوم على بناء مجتمعي متماسك اقتصادياً ومجالياً، يُحقق العدالة التنموية المنشودة بين مختلف جهات المملكة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى