سانشيز في سبتة.. التقارب مع المغرب خيار استراتيجي لمستقبل المنطقة

حسين العياشي
شدّد رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، خلال زيارته لمدينة سبتة، على ضرورة بناء علاقة بنّاءة مع المغرب وتعزيز التعاون الإقليمي بما يخدم الاستقرار والتنمية في الضفتين. وأكد أنّ مدريد تعمل، منذ تحوّل موقفها بشأن ملف الصحراء، على ترسيخ روابط جديدة تقوم على التعايش والثقة المتبادلة مع الرباط، باعتبارها خياراً استراتيجياً لا غنى عنه لمستقبل المنطقة.
ويرى سانشيز أن أي رهان على تنمية سبتة لا يمكن أن ينجح بمعزل عن الحفاظ على قنوات حوار فعّالة مع الجار الجنوبي، وعلى رأسه المغرب. فالتكامل الاقتصادي والأمني، كما يقول، لم يعد ترفاً سياسياً، بل ضرورة تفرضها المصالح المشتركة. ونقلت وسائل إعلام إسبانية أن رئيس الحكومة يؤمن بأن الثقة هي القاعدة الصلبة التي يجب أن تُبنى عليها مرحلة جديدة من التعاون.
وخلال زيارته الرابعة إلى سبتة منذ تولّيه رئاسة الحكومة، أعلن سانشيز عن مشاريع استثمارية متعددة، وزار عدداً من المنشآت التي اكتملت مؤخراً، في إطار رؤية تهدف إلى تطوير بنية تحتية ذات أثر اجتماعي واقتصادي ملموس. ذلك أن المدينة، من وجهة نظره، تحتاج إلى نموذج تنموي جديد يخفف من هشاشتها ويمنح سكانها آفاقاً أرحب.
غير أنّ ثمار هذا التعاون لا تقتصر على سبتة وحدها، بل تمتدّ أيضاً إلى سكان الفنيدق المتضرّرين منذ سنوات من إغلاق المعبر وما ترتّب عنه من قيود على حركة الأشخاص. فوقف التهريب كان خطوة عقلانية من حيث المبدأ، لكنه خلّف فراغاً اقتصادياً كبيراً، بعدما لم تُترجم الوعود بإنشاء منطقة اقتصادية حرة إلى واقع ملموس يوفّر بدائل حقيقية وفرص عمل جديدة. ومع غياب حلول تنموية واضحة، تزايد الإحباط، وأصبح العدد الكبير من المرشحين للهجرة السرية في المنطقة شاهداً على هذا الانسداد وفقدان الثقة في المستقبل.
بهذا تعود العلاقة بين سبتة والمغرب إلى الواجهة، ليس فقط كملف سياسي، بل كقضية إنسانية وتنموية مرتبطة بمصير سكان الجانبين، وبقدرة الحكومتين على بناء نموذج تعاون يضع مصلحة الشعوب قبل أي حسابات أخرى.





