سكان الحوز يواجهون تساقط الثلوج وانقطاع الكهرباء وسط ظروف قاسية في الخيام

فاطمة الزهراء ايت ناصر
تعيش المناطق المتضررة من زلزال الحوز أوضاعًا معيشية صعبة في ظل موجة برد شديدة مصحوبة بتساقطات ثلجية وأمطار غزيرة، مما يزيد من تعقيد حياة السكان الذين لم يتعافوا بعد من آثار الكارثة التي ضربت المنطقة ليلة 8 شتنبر 2023.
ومع دخولهم عامهم الثاني في مواجهة هذه الظروف المناخية القاسية، يجد السكان أنفسهم أمام واقع مرير داخل خيام بلاستيكية لا توفر الحد الأدنى من الحماية، في ظل غياب حلول حقيقية تعيد لهم الاستقرار وتخفف من معاناتهم المستمرة.
وفي ظل استمرار انخفاض درجات الحرارة وتساقط الثلوج على المرتفعات، يعيش السكان المتضررون في ظروف مزرية داخل الخيام البلاستيكية التي لم تعد قادرة على توفير الحماية اللازمة.
وفي هذا السياق، قال ( ر.ش) أحد سكان منطقة الحوز إن ليلة أمس كانت صعبة للغاية، حيث شهدت المنطقة تساقط أمطار غزيرة وهطول ثلوج كثيفة. وأظهرت فيديوهات توصلت بها “إعلام تيفي” خيامًا غمرتها السيول، ما أدى إلى تسرب المياه داخلها وبلل معظم أثاث وحاجيات السكان.
وأوضح المتحدث أن “الناس يعيشون في هذه المنطقة معاناة كبيرة في صمت، خاصة في هذه الفترة من فصل الشتاء”، مشيرًا إلى أن “المنطقة تشهد تساقط الثلوج في أعالي الجبال، ما يفاقم معاناة السكان الذين لا يزالون يعيشون في الخيام التي لم تعد صالحة للسكن”.
وأضاف: “أمس كان الثلج كثيفًا، وانقطع التيار الكهربائي لتجنب حدوث التماس كهربائي، كما انقطعت التغطية، ولم يكن لدينا أي وسيلة تواصل. ليلة أمس كانت قاسية جدًا بسبب البرد، بقينا داخل الخيام منعزلين عن العالم كليًا”.
وأشار المتحدث إلى أن هناك فئة من السكان لا تزال مهمشة، وهم أشخاص بسطاء لم يسبق لهم مغادرة قراهم أو التعرف على المدن، ولا يمكنهم التوجه إلى المناطق الحضرية بحثًا عن العمل، حيث سيتركون أبناءهم وآباءهم في الخيام وسط بيئة معزولة. كما أن البطالة حرمتهم من أي دخل قار يعينهم على مواجهة هذه الظروف القاسية.
وشدد المتضرر على ضرورة الاستجابة السريعة لتسريع عمليات الإيواء وتوفير السكن اللائق للمتضررين، مطالبًا بتوفير أماكن بديلة مؤقتة تقيهم من هذا البرد القارس وتضمن لهم ظروف عيش إنسانية على الأقل في الوقت الحالي.
وطالب المتحدث ذاته بضرورة تشكيل لجنة محايدة لزيارة مناطق الزلزال في جبال الأطلس التي تشمل أربعة أقاليم متضررة، بهدف التحقق من أوضاع السكان ومعرفة ما إذا كانوا قد استفادوا من الدعم، وما إذا تم توفير السكن الملائم لهم.
وأكد أن الملك محمد السادس خصص الدعم لكل المتضررين، والساكنة تطالب بتحقيق العدالة وإنصافهم في توزيع هذا الدعم بما يضمن كرامتهم وحقوقهم.
وفي غضون ذلك، أفادت المديرية العامة للأرصاد الجوية بأن تساقطات ثلجية وموجة برد وزخات رعدية محليًا قوية ستهم عددًا من مناطق المملكة هذه الايام، ما يزيد من حدة التحديات التي تواجهها الساكنة في ظل غياب حلول جذرية لأوضاعهم المعيشية.