سكان تكنيوين بين نيران العطش وهجمات الذئاب

فاطمة الزهراء ايت ناصر
في عمق الجنوب الشرقي المغربي، وتحديدًا في منطقة تكنيوين بإقليم زاكورة، يعيش السكان أوضاعًا مأساوية نتيجة انعدام المياه وهجمات الذئاب المتكررة، وسط صمت الجهات المعنية وتفاقم الأوضاع بسبب الجفاف الحاد الذي ضرب المنطقة.
وكشف أحد سكان دوار تكنيوين ل”إعلام تيفي” أن المنطقة تعاني من انعدام تام في المياه الصالحة للشرب، سواء للساكنة أو للماشية، قائلًا: “نحن محرومون من الماء نهائيًا. لا نجد ما نشربه، والغنم كذلك لا تجد ماءً لتشربه. هذا الوضع يؤثر علينا جميعًا، وهناك العديد من الساكنة يشتركون في رعي الماشية، ولكن لم نعد قادرين على الاستمرار في ظل هذه الظروف القاسية.”
الجفاف الذي ضرب منطقة تكنيوين فاقم من الوضع، إذ أصبحت الآبار جافة، والمياه الجوفية لم تعد تكفي حتى لأبسط الاحتياجات. وقال في هذا الصدد:”نعيش معاناة يومية بسبب الجفاف القاسي. لا ماء في الآبار، والمراعي أصبحت قاحلة، وكلما استيقظنا صباحًا نجد الوضع أسوأ من اليوم السابق.”
إلى جانب أزمة العطش، أصبحت الذئاب تشكل خطرًا يوميًا على الساكنة ومواشيهم. وفي هذا السياق، أوضح المتحدث قائلاً: “لا يمكن لأي شخص أن يخرج للمرعى بسهولة. الذئاب منتشرة، ولا أحد يستطيع المجازفة بسلامته. لقد فقدنا عددًا من رؤوس الغنم، حتى كبار السن أصبحوا يخشون الخروج.”
وأكد الراعي، أن هذه الهجمات أصبحت شبه يومية، قائلًا:”الذئب يعيث فسادًا في المنطقة، يهاجم القطعان ويُفنيها. كل صباح نكتشف عددًا من الخرفان مذبوحة، ولا نستطيع حمايتها بسبب قلة الموارد وخطورة التحرك في الجبال.”
ويطالب سكان تكنيوين الجهات المعنية بالتدخل العاجل لحل أزمتي الماء وهجمات الذئاب. ووجه الالمتحدث نداءً جاء فيه:”نرجو من المسؤولين أن ينظروا في وضعنا بعين الرحمة. لم نعد قادرين على الصبر أكثر، نريد حلاً لمشكل الماء أولًا، ثم لحماية مواشينا من الذئاب.”
وختم قوله ب:”الوضع لا يُطاق، كل يوم نخسر شيئًا، سواء من ماشيتنا أو من كرامتنا. نطلب من الله ومن المسؤولين أن يرحمونا ويرحموا والدينا.”
تكنيوين اليوم تقف على حافة الانهيار، بين قساوة الطبيعة وتجاهل السياسات، ويبقى الأمل معقودًا على التفاتة تنقذ ما تبقى من حياة في هذه المنطقة المنسية.