سمية فويلة لإعلام تيفي: تقبل الأمهات أطفال التوحد يعزز فرص التدخل المبكر

نجوى القاسمي : صحافية متدربة
يحيي العالم في الثاني من أبريل من كل سنة اليوم العالمي للتوحد، وهو مناسبة تهدف إلى رفع مستوى الوعي حول اضطراب طيف التوحد، وتسليط الضوء على التحديات التي يواجهها المصابون به، خاصة الأطفال. كما يشكل هذا اليوم فرصة لإبراز قدراتهم ومواهبهم، وتشجيع إدماجهم في المجتمع.
وفي هذا السياق، أكدت الأخصائية النفسية الإكلينيكية سمية فويلة خلال حديثها “لموقع اعلام تيفي” أن اضطراب طيف التوحد يؤثر على التواصل والسلوك، حيث يتميز بصعوبات في التفاعل الاجتماعي والتواصل اللفظي المباشر، إضافة إلى أنماط سلوكية نمطية ومتكررة في بعض الأحيان.
وأوضحت الأخصائية أن التشخيص المبكر، خاصة قبل سن الثلاث سنوات، يعد عاملا حاسما في تحسين الاضطراب، مشيرة إلى أن الأعراض تبدأ بالظهور في السنة الثانية، حيث يبدأ الطفل بنطق بعض الكلمات مثل “أمي” و”أبي”، ثم يتراجع تدريجيا بعد سن الثانية في قدرته على التواصل، ويصبح أكثر انغلاقا على نفسه، لا يلعب ولا يختلط بالآخرين، كما يظهر مشاعر باردة.
وأضافت أن بعض العلامات قد تكون واضحة حتى قبل بلوغ الطفل عامين، لافتة إلى أن كلما كان التشخيص مبكرا، كلما زادت فرص تحسين الحالة.
وشددت على الدور المحوري للآباء في المراحل الأولى من خلال تعويض السلوكات غير المرغوبة بأخرى مرغوبة اجتماعيا داخل الأسرة، وذلك عبر تكوين الأمهات وتأهيلهن لكيفية التعامل مع أطفالهن، من خلال تحليل السلوك التطبيقي (ABA)، وهي طريقة معروفة وطنيا، تعتمد على مجموعة من القواعد التي يجب تطبيقها مع الطفل.
وأشارت فويلة إلى أن أطفال التوحد يعانون من صعوبات في الاندماج الاجتماعي والتعلم، مضيفة أن التشخيص لا يزال ضعيفاً في بعض الحالات، نظراً لعدم تقبل الأمهات لمرض أطفالهن، وهو ما يعطل عملية التدخل المبكر.
وأكدت أن أهمية التشخيص تكمن في القدرة على التعامل مع الطفل وتطوير قدراته وتنمية بنيته العقلية عبر مراحل عمرية متعددة.
كما شددت على ضرورة تغيير النظرة السلبية تجاه الأطفال المصابين بالتوحد، والعمل على إدماجهم اجتماعيا، مؤكدة أن البرامج المعتمدة أثبتت فعاليتها، حيث تسهم في تحقيق اندماج كامل لهؤلاء الأطفال في المجتمع.