شتور ل”إعلام تيفي”: “العقارب والأفاعي تهدد الأرواح في الصيف والحكومة مطالبة بالتحرك الفوري”

فاطمة الزهراء ايت ناصر
مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تزداد بشكل ملحوظ حركة العقارب والأفاعي التي تغادر جحورها بحثًا عن الظل والماء، وهو ما يشكل خطرًا حقيقيًا على سلامة المواطنين، خاصة في المناطق القروية والجبلية والصحراوية، حيث تسجل سنويًا المئات من حالات التسمم نتيجة اللسعات واللدغات التي قد تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة أو حتى الوفاة في حال غياب تدخل طبي سريع وفعّال.
وفي هذا السياق، أكد علي شتور، رئيس جمعية حماية المستهلك بالدار البيضاء، أن هذه الظاهرة تتكرر كل صيف مهددة أرواح المواطنين، خصوصًا في القرى والمناطق المعزولة التي تعاني من ضعف التجهيزات الطبية وصعوبة الولوج إلى العلاج.
وأضاف ل”إعلام تيفي” أن المغرب يضم أكثر من خمسين نوعًا من العقارب، منها اثنان وعشرون صنفت على أنها خطيرة، وهو ما يتطلب يقظة دائمة وتدابير وقائية مستعجلة.
وأوضح شتور أن أرقامًا رسمية كشفها مركز الأمصال واللقاحات تشير إلى تسجيل أكثر من خمسة وعشرين ألف إصابة بلسعات العقارب، وقرابة ثلاثمائة وخمسين إصابة بلدغات الأفاعي خلال صيف سنة ألفين وأربعة وعشرين، ما يعكس حجم الخطر الذي يهدد حياة المواطنين في ظل نقص الإمكانيات الطبية وغياب الأمصال في عدد كبير من المراكز الصحية القروية.
وأشار رئيس الجمعية إلى أن ضعف التوعية يشكل عاملًا إضافيًا يساهم في تفاقم الوضع، حيث يجهل الكثير من المواطنين سبل الوقاية وطرق التصرف السليمة بعد التعرض للسعة أو لدغة، وهو ما يستدعي ضرورة تكثيف الحملات التحسيسية، واستهداف المدارس والأسواق الأسبوعية والمراكز القروية بمبادرات توعوية شاملة.
ودعا شتور إلى اتخاذ إجراءات عاجلة من طرف الجهات المختصة تشمل تجهيز وحدات الإسعاف القروي بالأمصال والمضادات الحيوية الضرورية، وتكوين الأطر الطبية المحلية على كيفية التعامل السريع والفعّال مع هذه الحالات، مع ضرورة تحسين البنية التحتية الصحية والطرقية لتسهيل وصول المصابين إلى العلاج في الوقت المناسب.
وختم شتور تصريحه بالتأكيد على أن التعايش مع الطبيعة في فصل الصيف يتطلب وعيًا جماعيًا وتضافر الجهود بين السلطات والمجتمع المدني والإعلام، لأن الوقاية تبدأ من المواطن لكنها تظل مرتبطة بمسؤولية الدولة في ضمان الحق في العلاج والحماية الصحية لكل المواطنين، مبرزًا أن التحسيس هو أول خطوة نحو مجتمع آمن ومحصن من هذا النوع من الأخطار.
ويضم المغرب أكثر من 50 نوعًا من العقارب، 22 منها مصنفة كأنواع خطيرة، لافتًا إلى أن هذه الكائنات لا تهدد فقط المناطق النائية، بل يمكن أن تظهر حتى في محيطات شبه حضرية.
وحسب أرقام رسمية سبق أن أعلن عنها مركز الأمصال واللقاحات، فقد تم تسجيل أزيد من 25 ألف إصابة بلسعات العقارب وحوالي 350 إصابة بلدغات الأفاعي خلال صيف سنة 2024. هذه الأرقام تعكس خطورة الوضع، خاصة في ظل ضعف التوعية وصعوبة الولوج إلى العلاج في عدد من المناطق المتضررة.