شتور لـ”إعلام تيفي”: “فوضى بيع الأغذية في الصيف وغياب المراقبة يهددان صحة المواطنين”

فاطمة الزهراء ايت ناصر 

تنتشر في عدد من المدن، خصوصًا خلال فصل الصيف، ظاهرة عرض المواد الغذائية في ظروف تفتقر لأبسط شروط السلامة، حيث تُباع على الأرصفة وتحت أشعة الشمس دون تغطية أو تبريد، في ظل غياب واضح للرقابة الصحية. هذا الواقع المقلق أثار تحذيرات من مختصين في مجال حماية المستهلك، وعلى رأسهم علي شتور، رئيس الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق المستهلك، الذي دق ناقوس الخطر بشأن هذا السلوك العشوائي الذي بات يهدد صحة المواطنين، خاصة الأطفال والمسنين.

وأكد شتور، في تصريح لموقع “إعلام تيفي”، أن هذه الممارسات تجعل من المواد الغذائية، وعلى رأسها الخبز، مصدرًا للأمراض بدلًا من أن تكون غذاءً آمنًا، خصوصًا عندما تُعرض دون احترام شروط النظافة والتخزين. كما أشار إلى أن غياب بيانات مهمة مثل تاريخ الصلاحية أو مصدر المنتَج يجعل من المستحيل تقييم مدى صلاحيته للاستهلاك، ما يزيد من احتمال التعرض لتسممات وأمراض منقولة عبر الأغذية.

وأشار إلى أن بعض الأحياء، خصوصًا في مدينة الدار البيضاء، تعرف تناميًا لتجارة الأغذية غير المراقبة، حيث تنتقل الحشرات والبكتيريا بسهولة إلى هذه المنتجات، نتيجة تعرضها للحرارة العالية ولمعاملات أيادٍ تفتقر للنظافة.

وشدد شتور على أن تزايد حالات التسمم الغذائي ليس أمرًا مفاجئًا في ظل استمرار الفوضى وغياب الإجراءات الوقائية، لافتًا إلى وجود مخابز غير مرخصة تشتغل خارج أي إطار قانوني أو صحي، ما يستدعي تدخلاً عاجلاً من الجهات المعنية لمراقبتها وإغلاق كل من لا يحترم المعايير.

ودعا إلى ضرورة تفعيل القانون 31.08 المتعلق بحماية المستهلك، وفرض رقابة صارمة على جميع من يعرض صحة المواطن للخطر في سبيل تحقيق أرباح سريعة، مشيرًا إلى أهمية تنظيم القطاع ودمج الباعة في منظومة قانونية تضمن سلامة المنتجات وتحفظ كرامتهم في آنٍ واحد.

وإلى جانب المسؤولية التي تتحملها السلطات، حمّل شتور أيضًا المواطن جزءًا من المسؤولية، داعيًا إياه إلى تبني ثقافة استهلاكية واعية، والابتعاد عن أماكن البيع العشوائي، مع ضرورة التبليغ عن كل مخالفة صحية، لأن تحسين جودة الخدمات، كما قال، “مرهون بثقافة الشكاية الإيجابية”.

وفي ختام تصريحه، شدد شتور على أن حماية الصحة العامة مسؤولية جماعية تتطلب تعاونًا وتكاملًا بين الدولة، والمجتمع المدني، والمستهلك نفسه، مؤكدًا أن “الوقاية تبقى دائمًا خيرًا من العلاج”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى