شهادة متذبذبة لصهر الناصري تكشف عن أبعاد جديدة في قضية المخدرات

حسين العياشي

أمام محكمة الاستئناف في الدار البيضاء، وقف صهر سعيد الناصري، الرئيس الأسبق لنادي الوداد، ليقدم شهادته في قضية “إسكوبار الصحراء”، والتي سرعان ما طفى عليها التردد والتناقض، وأضافت مزيداً من الغموض والشكوك، مما زاد من توتر المحكمة التي كانت في حالة تأهب جراء التقلبات المستمرة لهذا الملف المعقد.

في الجلسة التي عُقدت يوم الخميس برئاسة القاضي علي طرشي، بدا صهر الناصري، غارقاً في حيرة من أمره. لم يقدم أي توضيحات حاسمة، بل على العكس، كثرت التناقضات في أقواله وتحولاته المتكررة. كان أبرز ما أثار التساؤلات في شهادته هو ما يتعلق بوجود سيارات مشبوهة في محيط ملعب محمد بن جلون، معقل نادي الوداد. إذ قال زعيم المخدرات المالي، المتهم الرئيسي في القضية، إن هذه السيارات تعود إليه وأنه تركها في تلك المنطقة في فترة رئاسة الناصري للنادي.

عند استجوابه بشأن هذا الموضوع، بدأ صهر الناصري بالإشارة إلى أنه لا يعلم شيئاً عن تلك السيارات. لكن، وعندما تم عرض صور لها، أقر ببعض العلامات المميزة لهذه المركبات، قبل أن يتراجع عن ذلك في نهاية المطاف. هذا التذبذب دفع القاضي إلى توجيه تحذير شديد له بشأن قسمه في قول الحقيقة وضرورة تحمله مسؤولية شهادته.

الجلسة أصبحت أكثر توتراً مع استعراض التناقضات الواضحة في أقوال الشاهد. ففي وقت سابق، أمام قاضي التحقيق، اعترف بأنه كان يشغل منصب مدير المجمع الرياضي للوداد، مسؤولاً عن الإدارة والشؤون الإدارية. لكن في المحكمة، نفى أي دور رسمي له، واكتفى بالقول إنه كان مجرد مساعد غير دائم لشقيق زوجته.

نقطة أخرى أثارت الجدل كانت تتعلق بالإيرادات التي حصل عليها من التعاون مع النادي. فقد نفى بشكل قاطع أنه كان موظفاً لدى الوداد، رغم اعترافه بتلقي مبالغ مالية من سعيد الناصري تصل إلى 4000 درهم دون أي عقد أو مستند يبرر تلك المدفوعات.

وفي لحظة أخرى من المحاكمة، تم الحديث عن فيلا الناصري في كاليفورنيا، التي تعد رمزاً لنمط حياته المترف. فقال الشاهد إنه لم يزر تلك الفيلا أبداً، رغم أنه اعترف بأنه سمع عنها. وهو ما اعتبرته المحكمة إجابة غير مقنعة، وأثارت مزيداً من الشكوك حول مصداقية شهادته.

من جهته، حاول سعيد الناصري، الذي يقبع في السجن حالياً، تقليل من شأن دور صهره في تلك الوقائع. فقد أكد أنه لم يكن حاضراً أثناء الأحداث المتعلقة بالسيارات المشبوهة في عام 2013، في محاولة لتخفيف الضغط عنه. لكن دفاعه هذا لم يفلح في إزالة الغموض المحيط بهذا الملف الملتبس الذي يجمع بين كرة القدم، المال، والاتجار الدولي في المخدرات.

تستمر المحكمة في تتبع خيوط هذه القضية الشائكة، التي تكشف يوماً بعد يوم عن تفاصيل أكثر تعقيداً، تاركةً التساؤلات حول حجم العلاقة بين الرياضة وتجارة المخدرات في ظل نفوذ شخصيات رياضية وسياسية مؤثرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى