ضحايا زلزال الحوز يعودون للاحتجاج في الذكرى الثانية ضد التهميش والإقصاء

حسين العياشي
تعود معاناة الضحايا إلى الواجهة، وهذه المرة من قلب العاصمة الرباط، حيث تعتزم التنسيقية الوطنية لضحايا زلزال الحوز تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر البرلمان، يوم الإثنين 8 شتنبر، ابتداءً من الساعة الحادية عشرة صباحًا. وذلك بعد مرور عامين على الزلزال المدمر الذي ضرب إقليم الحوز والأقاليم المجاورة، وخلف آلاف القتلى وعشرات الآلاف من المشردين.
الوقفة، التي تتزامن مع الذكرى الثانية للفاجعة، تهدف – وفق المنظمين – إلى التذكير بالظروف القاسية التي ما تزال تعيشها مئات الأسر، وسط ما وصفوه بـ”سياسة الإقصاء والتهميش”، واستمرار حرمان عدد كبير من المتضررين من التعويضات المقررة لإعادة البناء.
رغم وعود الإعمار، تشير التنسيقية إلى أن مئات الأسر ما تزال تقيم في خيام بلاستيكية مهترئة، تفتقر إلى أبسط شروط العيش الكريم، في ظل محاولات متكررة لإزالتها دون توفير بدائل سكنية مناسبة. وتتهم الجهات الرسمية بتقديم أرقام ومعطيات “لا تعكس الواقع الميداني”، مما يزيد من حالة الإحباط وفقدان الثقة.
البيان الصادر عن التنسيقية، سجل ما اعتبره “خروقات خطيرة”، أبرزها حرمان آلاف الأسر من التعويضات، وإقصاء ملفات مستحقة مقابل استفادة أشخاص مقربين من السلطة المحلية “بدون وجه حق”، إلى جانب تجاهل العشرات من الوقفات الاحتجاجية والمراسلات التي وُجهت للجهات المعنية.
كما نددت التنسيقية بما وصفته بـ”الاكتفاء بالدعم الجزئي” حتى في حالات الهدم الكلي، ما اضطر العديد من الأسر إلى الاقتراض لاستكمال البناء، لينتهي الحال بمنازل “مصبوغة من الخارج” لكنها تفتقر للتجهيزات الداخلية الضرورية للسكن اللائق.
وطالبت التنسيقية بالتسوية الفورية لملفات الأسر المقصية، وتعميم التعويض على جميع المتضررين كليًا أو جزئيًا، وفتح تحقيق مستقل في ما اعتبرته تلاعبات وخروقات، إضافة إلى توفير سكن لائق بشكل عاجل ووقف أي محاولة لإزالة الخيام قبل إيجاد بديل إنساني.
ودعت التنسيقية وسائل الإعلام، والمنظمات الحقوقية، وهيئات المجتمع المدني، إلى مواكبة الوقفة الاحتجاجية ونقل صوت الضحايا إلى الرأي العام الوطني والدولي، مؤكدة أن “المعركة من أجل الإنصاف والعيش الكريم لم تنته بعد”.