عبد الفتاح نعوم لاعلام تيفي : المغرب لا يتبنى التصنيفات الأمريكية للتنظيمات الإرهابية ( فيديو)

نجوى القاسمي

في حلقة جديدة من سلسلة   الصحافي  أشرف بلمدون التي تواكب تطورات المشهد الوطني، يفتح اليوم نقاشا  حول التصريحات الأخيرة لعبد الله بوانو، القيادي في حزب العدالة والتنمية، والتي أثارت تفاعلات متباينة بين من اعتبرها استفزازا لمشاعر المغاربة، ومن رأى فيها قدرا من الموضوعية يستحق النقاش.

بوانو صرح بأن “لا يمكن تصنيف جميع الأشخاص المرتبطين بجبهة البوليساريو كإرهابيين”،

   في تعليق للصحافي اكد  أن هناك فرقا بين الميليشيات المسلحة التي تحمل السلاح بطرق غير قانونية وتنفذ أعمالا معادية للوحدة الترابية للمملكة، وبين المدنيين الذين يعيشون في المخيمات ولا حول لهم ولا قوة.

ومن خلال تتبع هذه التصريحات   تكهن اشرف بلمدون  أن بوانو   ربما حاول أن يرسم خطا فاصلا بين المسلحين الذين ينشطون في أطراف بعض الدول المجاورة، وبين المدنيين المغرر بهم، الذين وجدوا أنفسهم في وضعية إنسانية معقدة داخل الخيام، محرومين من أبسط الحقوق ولا يملكون قرارهم الشخصي.

في هذا السياق،  اشار الصحافي في الحلقة ما جار  لا يمكن تجاهل ما وقع مؤخرا في مدينة السمارة، التي شهدت خلال الفترة الماضية محاولات معزولة لضرب الاستقرار، لكنها، ولله الحمد، لم تسفر عن خسائر بشرية أو مادية تذكر.

من جهة أخرى، أثنى  الصحافي  الوضع الأمني والتنمية التي تعرفها مدن كبرى مثل العيون ، مشيرا إلى أن استقرار هذه المدن يعكس أن المملكة قوية ميدانيا رغم كل ما يحاك ضدها

وفي معرض تحليله خلال مداخلة هاتفية أجرى الصحافي أشرف بلمدون اتصالا هاتفيا مع عبد الفتاح نعوم، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش،  أكد الأستاذ أن النقاش حول تصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية ليس بالبساطة التي يتصورها البعض.


وأوضح نعوم أن الخطاب السياسي المغربي، تاريخيا، لم يتبن تصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية، لا على مستوى القانون ولا على مستوى الممارسة الدبلوماسية.

وأضاف أن البعض يعتقد أن مثل هذا القرار يمكن اتخاذه ببساطة عبر مرسوم حكومي أو قانون يعرض في البرلمان، لكن في الحقيقة، المغرب منذ سنة 1975 وإلى حدود اليوم لم يبد أي توجه رسمي نحو هذا الخيار، رغم مرور أكثر من أربعة عقود على بداية النزاع المفتعل.

فلو كان المغرب يتبنى هذا التصنيف، لكنا اليوم أمام قرارات قانونية واضحة تحسم في الأمر، لكن غياب هذا التوجه يُفهم منه أن المغرب يوازن بين الدفاع عن وحدته الترابية والحفاظ على الخطاب السياسي الذي يفتح الباب أمام الحلول الدبلوماسية.

وأشار نعوم إلى أن التصنيفات الإرهابية التي تعتمدها بعض الدول، كتصنيف أمريكا لعدد من التنظيمات، لا تعني بالضرورة أن هذه التصنيفات ملزمة للدول الأخرى.

فالأمريكيون يشتغلون حاليا على مشروع قانون داخل الكونغرس قد يتبنى تصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية، لكن المغرب غير معني مباشرة بهذا النقاش، لأن هذا النوع من التصنيفات تُستخدم في الغالب كأدوات ضغط جيوسياسية أكثر منها أحكام قانونية مطلقة.

ولمزيد من التوضيح، أبرز نعوم أن دولا عديدة خاضت تجارب مماثلة مثل الجزائر التي صنفت “حركة الماك” كتنظيم إرهابي، وتركيا التي صنفت “حركة غولن” إرهابية، ومصر التي صنّفت الإخوان المسلمين، لكن هذه الدول تتحمل تبعات هذا التصنيف سياسيا وحقوقيا على المدى الطويل.

وأشار إلى أن الأمر يتعقد أكثر عندما ندرك أن وضعية البوليساريو ليست موحدة. فهناك الجناح المسلح الذي يتسلح بطريقة غير قانونية وينفذ عمليات عسكرية، وهناك في المقابل مدنيون يعيشون في مخيمات تندوف يحسبون على البوليساريو سياسيا لكنهم لا ينتمون بالضرورة للجناح المسلح.بل إن الإحصاء الدقيق لهؤلاء المدنيين لم ينجز إلى اليوم، وهو ما يصعب حتى على المنتظم الدولي التمييز بين المقاتلين والمدنيين.

وختم نعوم مداخلته بالتأكيد على أن الموقف المغربي يظل متوازنا إلى حد كبير، لأنه يدرك أن تصنيف البوليساريو كتنظيم إرهابي قد يستخدم لاحقا كأداة سياسية ضده من طرف خصوم آخرين في قضايا موازية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى