عبد الله البقالي… ضمير الصحافة المغربية ينبض مجددا

إعلام تيفي _ الرباط
عبد الله البقالي لا يعود إلى المشهد الإعلامي… لأنه في الحقيقة لم يغادره قط. ما تغيّر هو المنصة، أما الحضور، فقد ظلّ صامدا، يقظا، ومترفعا عن الضجيج. ومع انطلاق أولى حلقات برنامجه “حديث البقالي”، يفتح سّي عبد الله نافذة جديدة لا تشبه شيئا مما يُبث، ويضع بصمته في مشهد يحتاج إلى من يعيد إليه الهيبة والعمق والمصداقية.
“حديث البقالي” ليس برنامجا حواريا بالمعنى المتداول. إنه ساحة فكرية، لقاء بين جيل من الصحفيين المقاومين للابتذال، ونخبة من الشخصيات الوازنة، في السياسة، الثقافة، المجتمع، والفكر. منذ الحلقة الأولى، بدا واضحا أن المشروع يتجاوز لحظة البث، نحو رؤية تحريرية واضحة.. حوارات دقيقة، خطاب شفاف، جرأة مسؤولة، ورسالة إعلامية لا تخاف من ملامسة المحظور.
سّي عبد الله البقالي، بصوته المتزن، وبنبرته التي تحمل ثقل التجربة لا استعراض الذات، لا ينافس أحدا. هو يملأ فراغا كانت الساحة في أمسّ الحاجة إلى من يملأه. فراغ المهنية. فراغ العمق. فراغ الصدق. في حقل اختلط فيه الإعلامي بالدعائي، والمحتوى بالتهريج، يقدّم البقالي درسا جديدا.. أن تكون صارما دون أن تكون خصما، وأن تكون حرا دون أن تتحوّل إلى صدى.
عودة سي عبد الله البقالي هي لحظة مفصلية تستعيد فيها الصحافة المغربية بعضا من جوهرها الغائب. في “حديث البقالي”، لا مجال للمراوغة. كل سؤال مدروس. كل ضيف مختار بعناية. كل فكرة مطروحة عن وعي ومسؤولية.
وفي مرحلة تتآكل فيها المعايير المهنية، لا شيء أكثر جرأة من تقديم محتوى نظيف، رصين، لا يستجدي الإثارة، ولا يهادن الرداءة.
“حديث البقالي” انطلق… والمشهد الإعلامي بدأ يستعيد توازنه.