عريف: “التخلي عن الأطفال مأساة اجتماعية تتطلب حلولاً قانونية وحماية للأمهات العازبات””

فاطمة الزهراء ايت ناصر

أكدت فاطمة عريف، رئيسة جمعية صوت الطفل، أن ظاهرة التخلي عن الأطفال تعد من أكبر المآسي الإنسانية والاجتماعية، حيث تنتهك حق الطفل في الحياة وتؤثر سلبًا على المجتمع ككل. وأوضحت عريف أن معالجة هذه الظاهرة تتطلب إجراء أبحاث سوسيولوجية معمقة لفهم جذورها، إضافة إلى جرأة قانونية تسهل مساطر التكفل بالأطفال المتخلى عنهم، ومنحهم الفرصة في الحياة.

في تصريح ل”إعلام تيفي”، أشارت عريف إلى أن أغلب حالات التخلي عن الرضع تعود إلى أسباب أخلاقية واجتماعية، إذ تخشى العديد من الأمهات من “الفضيحة” بسبب حملهن خارج إطار الزواج. ويكمن جزء من هذه المشكلة في تنكر بعض الشركاء لوعودهم بالزواج بعد الحمل، ما يترك الأمهات العازبات عرضة للوصم الاجتماعي والضغط النفسي، مما يدفعهن للتخلي عن أطفالهن بمجرد ولادتهم.

وفي إطار محاربة هذه الظاهرة، أكدت عريف أن الدور الرئيسي في إيجاد حلول للظاهرة يجب أن يكون من اختصاص الدولة، مع ضرورة تعزيز دور المجتمع المدني الذي يقتصر بشكل رئيسي على المواكبة والمساندة. وأوضحت أنه يجب توفير حماية قانونية للأمهات العازبات لضمان حقهن في الحفاظ على أطفالهن، مع تنظيم عملية التكفل بالأطفال المتخلى عنهم بطريقة منظمة وغير عشوائية.

وفي هذا السياق، شددت عريف على ضرورة تعديل قانون الكفالة لتجاوز النواقص الحالية، واقترحت قانون الأسر المستقبلة كحل مناسب للأطفال المتخلى عنهم. كما دعت إلى تحسين أداء مؤسسات الرعاية الاجتماعية لضمان حماية أكبر للأطفال المحتاجين.

و أشارت فاطمة عريف إلى أن الوقاية تعد من أهم أسس التصدي لظاهرة التخلي عن الأطفال، موضحة أن العمل يجب أن ينطلق من التوعية المجتمعية المبكرة خاصة في المدارس والجامعات، من خلال برامج تهدف إلى تغيير التصورات الاجتماعية الخاطئة حول الأمهات العازبات والتعريف بحقوق الأطفال في الحياة.

وأكدت على أن توجيه الشباب نحو التربية الصحية والجنسية يمكن أن يساهم بشكل كبير في الحد من هذه الظاهرة، من خلال تقليل حالات الحمل غير المرغوب فيه، وبالتالي تقليل حالات التخلي عن الأطفال. وخلصت إلى أن التعاون بين المجتمع المدني والدولة في هذا المجال هو السبيل الأمثل لتحقيق نتائج ملموسة، وضمان حياة كريمة للأطفال والأمهات على حد سواء.

ختامًا، أكدت عريف أن التصدي لظاهرة التخلي عن الأطفال يتطلب استراتيجيات مدروسة للحماية الاجتماعية، بدءًا من التوعية المجتمعية وتوفير برامج توعوية في مجالات التربية الصحية والإنجابية، وصولاً إلى أنشطة مدرسية وجامعية تساهم في تسليط الضوء على هذه الظاهرة وتعزيز الثقافة الاجتماعية حول حقوق الأطفال وأمهاتهم.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى